مقالات العراق بقلم الدكتور /ابراهيم الدهش
الثلاثاء /9/نوفمبر (2021م)
الحديث يطول عن هذه المدينة العميقة بتاريخها واصالتها وما تتمتع به من قيم ومفاهيم كبيرة .. هذا الاسم و العنوان الكبير ، أحببناه منذ الصغر وعشقناه عندما كبرنا وتفاعلنا وتعايشنا معه..
،،القدس ،، عانت ما عانت من أوجاع و ويلات الى يومنا هذا ، فإنها تتصارع مع الازمات وتنزف دماً.. لا نريد أن نبتعد عن محور الحديث في تاريخ و عنوان وأسم القدس فهي عاصمة لدولة فلسطين ، هذا ما خصصه الداعمون و المؤيدون والناصرون للقضية الفلسطينية في أحاديثهم ومنشوراتهم الرسمية وغير الرسمية ،وكذلك اعتبرها المسلمين والمسيحيين عاصمة دولة فلسطين المستقبلية بعد التحرير ، شاؤو أم أبوّ هؤلاء الغرباء ، ونقلت عنها كافة الجهات المعنية بالشأن الفلسطيني و أمام الملئ بعنوان القدس الحقيقي ، إضافة إلى ذلك فأن هذا الأمر ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر ، أما رأي المنظمات الدولية والعالمية ومن ضمنها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، فإنه لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية ، وكذلك لا تعترف بضمها للدولة العبرية ، مع بعض الاستثناءات .... يتفق الجميع بأن القدس هي مدينة مقدسة وخاصة عند اليهود من أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية .. اليهودية، المسيحية ، الإسلام ..
تعتبر القدس منذ نشأتها بأن لها مكاناً مرموقاً وشأناً كبيراً بين الأمم وتجلت هذه المفاهيم وعظمت في مكانتها بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل ..
من هذا الإيجاز البسيط و دون البحث والكشف عن الأدلة والشواهد لمكانة وعمق وتاريخ القدس ، نستطيع أن نوجز بأنها ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة ، وهي أولى القبلتين ، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد ، وهي أيضاً تمثل الموقع الذي عرج منه نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) إلى السماء ..
وإضافة الى أهميتها الدينية العظمى، فإنها تحوي على عدد من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى ، مثل (كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى ) المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي . ..
إذن هذا الاسم هو فعلا عنوان وتاريخ يستحق التفاخر والتباهي والحافظ عليه من رجس المحتل الغاشم..