أخبار محلية صنعاء /أبو محمد الغرام
الثلاثاء /يوليو (2022م)
بدون مقدمات بتوفيق الله تعالى حضرت خطبة جمعة اليوم في جامع السعيد بصنعاء دون ترتيب مسبق ولأول مرة منذ بداية الحرب والعدوان على اليمن أسمع خطيب جمعة يتكلم من منبر الجمعة بثقةتامة وطرح قوي يبهر السامع والحاضر ولم أتوقع أن أسمع هذا الطرح في مسجد من مساجد صنعاء التي أصبحت خطب الجمعة فيها عبارة عن نسخة مكررة وسردية بعيدا عن رسالة المنبر ...
حقيقة كان خطيب الجمعة اليوم الشيخ مهدي الغويدي الذي تعرفت عليه بعد الجمعة موفقا إلى درجة جعلتني أدعوا له بالثبات والاخلاص والسير على الطريقةوالاسلوب الذي وفقت بسماعه اليوم بفضل الله ولأول مرة أجدني مضطرا للكتابة عن خطبة جمعة كتعبير عن انبهاري الشديد من قوة الطرح التي كان لنبرات صوته معان كافية تؤكد أنه كلام محب ناصح مستشعر لرسالة المنبر لايخاف في الله لومة لائم حيث كانت خطبة الجمعة عن استغلال التجار و غلاء الأسعار الذي لم يسبق له مثيل وقال في نهاية خطبته أن من وظيفة منبر رسول الله توجيه النصح للمسؤلين وتذكيرهم بحقوق الرعية واستشعار المسؤلية ووجه عدة رسائل قوية المعنى للمجلس السياسي والحكومة والسلطة المحلية مطالبا استشعار المسؤلية والوقوف الصادق بكل الوسائل الممكنة للتخفيف عن الضعفاء والجوعى في ظل استعار الاسعار وغلاء المعيشة وارتفاع الايجارات وعدم امتلاك الكثيرين لأبسط مقومات الحياة الأساسية حيث وجه عدة مقترحات أتذكر منها :
_ طالب بإصدار قرار يمنع الاستيراد لمختلف السلع والمواد والمنتجات التي لها بدائل محلية الصنع والانتاج الزراعي.
_ إعطاء فرصة زمنية للتجار والمستوردين لتصريف البضائع الموجودة في مخازنهم يتم بعدها مصادرة كل منتج مستورد من كافة الأسواق دون استثناء عدى مالم يتوفر البديل.
_ طالب بمنح التسهيلات والاعفاءات للتجار والمستثمرين لتشغيل الأموال والايدي العاملة لمواجهة متطلبات الحياة .
_ طالب بتنفيذ القرارات وأن لاتكون حبرا على ورق مستدلا بقانون المؤجر والمستأجر الذي تمرد عليه غالبية المؤجرين.
_ طالب بتشكيل لجان لمراقبة السوق المحلية وضبط الاسعار واستغلال الناس تحت مبرر الحرب والحصار وضرب مثلا بأسعار الدواجن في مزارع المستثمرين واسعارها في السوق والبيع المباشر للمواطنين الذي تتعدى ٣٠٠%.
_طالب بالنزول المستمر على المخابز والمطاعم والبوفيهات التي تزداد الاسعار ويقل الوزن ويضاعف الاستغلال.
_ طالب بالاعلان في مختلف الوسائل الاعلامية عند اغلاااااااق أي شركة او محل تجاري او مؤسسة او مطعم أو أي مشروع صغيرا كان أو كبيرا وذلك لكي تكون الرسالة واضحة لكل مستغل أن هناك دولة قائمة وقانون ينفذ على الجميع لانصاف المستضعفين .
وختم خطبته بالدعوة إلى التوبة الصادقة حتى لا يضاعف الله علينا البلاء فوق البلاء .
ختاما لأول مرة منذ سنوات لم اشعر بالملل من خطبة الجمعة بل تمنيت أن تطول وتطول وتطول لأني شعرت أنها رسائل صادقة وكلام واع يريد أن يكون للمنبر دور في واقع المجتمع في ظل ظروف قاهرة تتطلب من كل خطيب أن يكون له رسالة على الاقل أمام الله .
أتمنى له التوفيق والسداد والحفظ.
وأتمنى أن يكون لرسائله قبول لدى الجهات المعنية وأن تستفيد من مثل هؤلاء الأفراد الساطعين بالحق الناصحين لغيرهم دون أي تحفظات والله المستعان.