أخبار العالم /مصر
تلك هي سياسة الصين... عبث بمقدرات شعوب، وانتهاك لحقوق أقليات وغايات اقتصادية تبرر وسيلة قد تكون مدمرة لبلدان كاملة.. حقائق تجلت في موقف بكين من سد النهضة وما يمثله من تداعيات خطيرة على مستقبل الشعب المصري والقارة السمراء
وبدون أدنى شك فإن الصين استغلت فشل المحادثات بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة وحاولت دعم أثيوبيا في بناء السد، منذ البدء بتنفيذ ذلك المشروع عام 2011، وهو ما أكده الدكتور باسم رزق قائلاً: "الصين تبحث عن مصالحها، وكان لها دور سلبي في القارة الأفريقية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، كما أن الصين تحاول تحقيق مصالحها، وبدون أدنى شك فإن مصلحتها تكمن بعدم الوصول إلى حل حول مشكلة سد النهضة... لدى بكين نسبة من الاستثمارات الكبيرة في أثيوبيا... شركاتها تعمل بمعدلات أمان أقل وهو الأمر الذي يناسب الصين... مصلحة بكين كما أسلفنا مصلحة اقتصادية بحتة، لا يهمها من ينتفع من السد أو من يتضرر منه، ما يهمها هو كم المليارات التي يمكن أن تستثمرها بكين في هذه الدولة".
الصين حاولت تحقيق مصالحها المتعلقة بسد النهضة، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية، عبر ضخ أموال قدرت بالمليارات من قبل شركات صينية، تسعى لتحقيق مصالح الحزب الحاكم في الدول الأفريقية، ولو كان ذلك من خلال منح غير مستردة أو قروض ائتمانية طويلة الأجل.
وضمن السياق السابق، قالت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات،الدكتورة أماني الطويل، إن "المعلومات المتوافرة تتحدث عن إسناد لوجستي ومالي من جانب شركات صينية في بناء سد النهضة وفي الاستفادة منه، إذ يوجد تجمع استثماري دولي يعتبر أن المياه سلعة قابلة للبيع وهذا ما تسعى اثيوبيا إلى تحقيقه".
بكين حاولت تحقيق مصالحها المتعلقة بسد النهضة، عبر ضخ أموال قدرت بالمليارات من قبل شركات صينية، تسعى لتحقيق مصالح بكين في دول أفريقية، ولو كان ذلك من خلال منح غير مستردة أو قروض ائتمانية طويلة الأجل، وهو الأمر الذي أكدته الباحثة في الشؤون الأفريقية لأخبار الآن قائلة: "الصين تقدم لعدد من الدول الأفريقية مساعدات على نوعين، الأولى منح لا ترد والنوع الثاني من المساعدات عبارة عن قروض، وهي سياسة صينية عامة في عموم أفريقيا، وبكين تحاول التأثير في دول القرن الأفريقي على اعتبار أنها ستشكل نقطة تأثير على دول حوض البحر الأحمر".
وتابعت: "لدى الصين مشروع كبير وهو مشروع الحزام والطريق، وهو الذي يحكم سياستها الخارجية وبالتالي فإنها تهتم بالدول الأفريقية من هذه الزاوية".
العبث الصيني بملف سد النهضة، وسعي بكين لتحقيق أهدافها على حساب الشعب المصري، والشعوب الأفريقية، كل ذلك يدلل على حقيقة واحدة أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لا يمكن أن يمتثل لأي رادع أخلاقي ولو كانت نتيجة فتح سد النهضة كارثة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية والعالم.
وقالت الدكتورة أماني الطويل، إن "الأضرار كبيرة على مصر، متمثلة بعدم تأمين المياه لكافة الشعب المصري، على اعتبار أن نهر النيل هو المصدر الوحيد للمياه للشعب المصري، وهناك تأثير مباشر على الزراعة في مصر وتأثير مباشر على حياة الناس في ذلك البلد، هناك مخاوف حتى على السودان... خبراء جيولوجيون يتخوفون حقيقة من غرق مساحات واسعة من الأراض في حال انفجار السد".