-->
الكامل أونلاين الكامل أونلاين
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الدراما اليمنية ..أزمة النصوص وغياب الواقع

 



ثقافة فن بقلم /نبيهة محضور 

الأحد / 12/مايو (2024م) 



الدراما اليمنية ..أزمة النصوص وغياب الواقع


 نعيش عصر العولمة والانفتاح الرقمي ومع ظهور العديد من الفضائيات التي تبث الكثير من المسلسلات الدرامية العربية والعالمية ذات المضامين  المختلفة التي يتابعها المشاهد العربي  ومنهم المشاهد اليمني 

الذي أصبح ينتقي ما يشاهده ويبحث عن الجديد كل يوم.

ويتطلع بشوق إلى الإنتاج المحلي الذي يتنفس فيه رائحة وطنه وأصالة أرضه.


والمتابع للمشهد الدرامي في اليمن منذ سنوات يلاحظ الفجوة الكبيرة بين الإنتاج الدرامي والواقع المعاش فغالبية المسلسلات الموسمية التي تنتج نراها بعيدة عن هموم الناس وقضاياهم.


نحن بحاجة لدراما تغوص في عمق المجتمع اليمني وتعالج قضاياه الاجتماعية والثقافية والسياسية فواقعنا المعاش يحمل كثير من الأوجاع والهموم والسلبيات خاصة خلال هذا العقد والتي من المفترض أن يتم تسليط الضوء عليها ومعالجتها بطريقة درامية واعية تساهم في صناعة تحولات ملموسة على كافة الاصعدة وترفع من مستوى الوعي لدى المشاهد وترتقي بتفكيره وأخلاقه وتهذب سلوكه.


فالمجتمع اليمني يعاني من الكثير من السلبيات المعاشة والكثير من القضايا التي أصبحت ظاهرة للعيان وبحاجة للنقد، العنف والجريمة  ، الفساد الأخلاقي والمالي والإداري،  انتشار المواد الغذائية والزراعية المهربة التي تضر بالإنسان والبيئة، الفقر وتداعياته الاجتماعية والاخلاقية، الحرب وتداعياتها كالاضطرابات النفسية المنتشرة و انقطاع المرتبات وكيف أثرت على حياة الناس بمختلف فئاتهم ، الطفولة المحرومة 

الشباب التائه 

الكثير من المواضيع والقضايا التي يعيشها الإنسان اليمني في ظل ظروف معقدة.

للأسف لم تتطرق  لها الدراما اليمنية وكانها تعيش في معزل عن هذا الواقع

او انها تعمدت عدم الخوض في هذه القضايا بسبب حساسية الوضع الراهن


وما يجب الاشارة اليه ان الفن رسالة قبل ان يكون متعة وتسلية فمن خلال الفن يمكن نقل معاناة الشعوب ومظلوميتهم على الصعيد المحلي والعربي ومن خلاله يتم تقديم العديد من الرسائل الإجتماعية  

المفيدة 


والفكاهة في الأعمال الدرامية مطلوبة لامتاع المشاهد لكن دون سخافة 

وبطريقة مقصودة لانتقاد السلبيات وتبصير المشاهد بها للحد منها.



المشكلة تقبع في غياب النص الهادف  والفكرة المتميزة واعتماد إنتاج بعض الأعمال الدرامية على أفكار آنية 

ودون الاهتمام بذائقة المشاهد الذي أثرت فيها الأعمال العربية والعالمية وأصبح قادر على نقد وتقييم مايراه ويسمعه ويلحظه من مسلسلات وأداء للممثلين.


والحق يقال ان هذا العام وبالرغم من الظروف الصعبة كان أكثر تميزا عن الأعوام السابقة في أغلب الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان وهناك محاولة جادة وجهود واضحة لتقديم أعمال متميزة  ينبغي الإشادة بها.



ومن اسباب غياب النص الهادف  

وجود فجوة بين منتجي الأعمال الدرامية وبين الكتاب والأدباء الذين يزخر بهم الوطن والذي ممكن الاستعانة بكتاباتهم الروائية والقصصية في إنتاج أعمال درامية هادفة فالكاتب يستقي الكثير من مواضيع اعماله غالبا من الواقع الذي يعيش فيه ومن احتكاكه بالناس وقضايهم فهو عدسة المجتمع 

فلماذا لا يكون هناك اهتمام مشترك بين قطاع الإنتاج الفني وبين الكتاب والأدباء المحليين ؟

فيعمل الكتاب على إنتاج سردي يحاكي المجتمع قابل لأن يحول لعمل درامي 

ويستعين منتجي الأعمال الفنية الدرامية بهذه الكتابات في إنتاج مسلسلات اجتماعية هادفة تلامس المجتمع وقضايا 

و تتعدى المشاهد المحلي ، أعمال على قدر من الوعي والجدية..

خاصة وان اليمن يمتلك مواهب و كوادر درامية متميزة قادرة على صناعة دراما أكثر ابداعا وتميز  وتحتاج فقط لمزيد من الاهتمام والرعاية والدعم المادي والمعنوي وهذا يقع على عاتق الدولة اولا التي من المفترض أن تولي اهتماما كبيرا بالجانب الثقافي والفني ودعم انتاج قطاع التلفزيون والاذاعة 

ومن تم المعنين بالانتاج الذي يقع على عاتقهم تطوير افكارهم وأدائهم لمواكبة التطور الفكري والأدراكي للجمهور 


وكذلك على المجتمع الثقافي المساهمة في صناعة تحول ثقافي وفني من خلال الإنتاج الهادف والتدريب على تحويل النصوص السردية لأعمال تلفزيونية تساهم في صناعة دراما محلية متميزة 



والحقيقة التي يغفل عنها الكثير عن دور الفن في الارتقاء بالشعوب وتغيير في أفكارهم وسلوكياتهم لهذا فإن الكثير من الدول تولي الفن اهتمام كبير وتسعى لدعم الفن والفنانين ماديا ومعنويا لأيمانها بدوره وأهميته في أحداث تنمية حقيقية وتحول اجتماعي شامل.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الكامل أونلاين

2016