مقالات بقلم /فريد السماوي
الإثنين /27/يناير (2025م)
قالت العرب قديماً (لكل امرىء من اسمه نصيب)، استحضرت ذاكرتي هذا المثل وأنا أتابع عن كثب ما يبذله معالي وزير المالية الأستاذ عبدالجبار أحمد محمد، من جهود جبارة من أجل عودة صرف رواتب الموظفين و موضوع صغار المودعين.. وللوهلة الأولى قد يظن البعض إثماً أن الأمر سهل ويسير وبسيط المنال، لكنه الأمر في حقيقته مخالف لكل من استسهله أو أراد التشكيك في إنجاز تحقيقه وتحويله إلى واقع معيش؛ والغالبية العظمى من الموظفين استلموا كاش..
عندما ربطتُ المثل القديم باسمه وعند تأمُّلنا اسمه الثلاثي (عبدالجبار أحمد محمد) نجد فعلاً أنه أخذ من كل اسم نصيباً، ولاداعي لأشرح لكم معنى كل اسم على حِدة فـ(تِبيان المبين سَفه)..
إن نجاح الأستاذ عبدالجبار أحمد محمد ليس وليد اللحظة ولا يصنف ضمن الصدف أو ضربة حظ، بل هو تأكيد لنجاحات سابقة له في مصلحة الضرائب وقبلها في محافظة الحديدة، وما هذا إلا امتداد لعطاء وإنجازات الرجل الذي أثبت أنه عند مستوى ثقة القيادة وحُسْن اختيارها لتولّي مسئولية واحدة من أهم الوزارات، وتسليمه ملفاً شائكاً "المرتبات وصغار المودعين"..
لقد اعتدنا وأصبح عُرفاً سائداً لدينا أن أي وزير للمالية يكون وزيرا للحكومة بكل بيروقراطيتها وسلبياتها وإيجابياتها، لكن الأستاذ عبدالجبار كان الاستثناء الوحيد الذي كسر هذه القاعدة فقد أثبت أنه وزير لمالية الشعب وليس الحكومة فقط..
فقد عكف وزير مالية الشعب منذ الساعات الأولى لتعيينه على العمل والمثابرة والاجتهاد تحت إشراف القيادة السياسية العليا ممثلة بقائد الثورة علم الهدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وفخامة الرئيس مهدي المشاط، اللذين قدما له كل الدعم والصلاحيات، إضافةً إلى مساندة رئيس مجلس الوزراء وزملائه في حكومة التغيير والبناء..
وكونه رجل أفعال وليس أقوال أوفى بكل الوعود في موضوع صرف رواتب الموظفين وإعادة أجزاء من مبالغ صغار المودعين.. قد تكون هناك بعض الإشكاليات الصغيرة التي حصلت، لكن من لا يعمل لا يخطىء، ورغم ذلك تم استدراك بعض الأخطاء؛ لكن إجمالاً ما تم حتى الآن إنجاز كبير وعمل عظيم ما كان ليتحقق إلا في عهد وزير مالية الشعب عبدالجبار أحمد محمد..
أتذكر أني كنتُ مستاءً من استثناء الإداريين في قطاع التعليم من صرف الرواتب، وأرسلت له رسالة نصية تعبّر عن استيائي من هذا الإجراء، ولكن رده الراقي والمهذب والمبشّر بالخير جعلني أخجل من نفسي، مما لم يترك المجال أمامي إلا بأن أدعو الله له التوفيق والنجاح في مهامه وأن يكون عوناً وسنداً له..
ليست مجاملة أو نفاقاً إنْ قلتُ إنه من الكفاءات النادرة في بلادنا، ونابغة إدارية قَـلَّ مثله إنْ لم يكن شخصية إدارية فريدة لا تتكرر، فهو رجل دولة يرتبط بهموم الوطن والمواطن ونموذج راقٍ وناجح من النماذج التي قدمتها المسيرة القرآنية.. ولن نستغرب أن مَثَله الأعلى وقدوته هو السيد العَلَم رضوان الله عليه..
لعل من نوافل القول أنه إزاء نجاحات الأستاذ عبدالجبار أحمد محمد، وبحسب الغريزة البشرية من الطبيعي جداً أن يكون له حساد وعذال وأعداء يغيظهم كل ما يقدمه وكل نشاطه ووطنيته ونزاهته وجدارته،
فيحاولون فاشلين النيل منه والتقليل من شأنه والتشكيك في نجاحاته وإنجازاته، غير مدركين أن الشعب اليمني وصل إلى مرحلة مرتفعة من الوعي قادر معها على التمييز بين الغث والسمين وبين الفاسد والنزيه والفاشل والناجح، وبين (المنظّرين) و (الفاعلين)؛ ومستحيل أن تنطلي عليهم الحملات الإعلامية من أشخاص يعرفهم القاصي قبل الداني وما يقومون به من ابتزاز رخيص ومبتذَل لوزير المالية وغيره، والنماذج كثيرة، ولا داعي لأن نفتح ملفاتهم السوداء؛ فكل الشهواد والقرائن والوقائع تؤكد أن الأستاذ عبدالجبار أحمد محمد هو أنجح زير مالية لليمن خلال العصر الحديث ولم يسبقه أحد، وأعتقد جازماً أنه لن يأتي مثله أبداً.