أخبار صنعاء متابعة /نجيب الكامل
الإثنين /15/ديسمبر (2025م)
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في فعالية إحياء الذكرى السنوية لرحيل شيخ المجاهدين ومؤسس كتائب الوهبي اللواء صالح بن صالح الوهبي، التي أُقيمت اليوم في العاصمة صنعاء ونظمتها كتائب الوهبي، في أجواء عكست معاني الوفاء والاعتزاز بسيرة رجلٍ شكّل محطة بارزة في مسار المواجهة والصمود.
وخلال الفعالية، عبّر الدكتور بن حبتور عن شكره وتقديره لقبائل الوهبي على حرصهم على إحياء هذه الذكرى، لما تحمله من دلالات وطنية عميقة تُعيد إلى الذاكرة مآثر واحد من أبرز أبطال اليمن الذين واجهوا العدوان وصمدوا بثبات، إلى جانب كوكبة من الشهداء ورجال المواقف الذين وقفوا بصلابة دفاعًا عن الوطن، في مواجهة عدوان شاركت فيه أكثر من سبع عشرة دولة واستهدف اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
وأشاد عضو المجلس السياسي الأعلى بمواقف أحرار وقبائل اليمن الذين التفوا حول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وظلوا أوفياء للوطن، رافضين المساومة أو الاستسلام طيلة سنوات العدوان. كما ثمّن الدور الكبير والتضحيات الجسيمة التي قدمتها كتائب الوهبي برجالها ومجاهديها في مختلف ميادين المواجهة، مؤكدًا الاعتزاز والفخر بكل شهداء الوطن الذين ارتقوا دفاعًا عن سيادته وكرامته، وبكل جريح ومواطن ثبت موقفه إلى جانب وطنه وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
وتطرق الدكتور بن حبتور إلى المستجدات الأخيرة، مشيرًا إلى ما وصفه بتبادل الأدوار المكشوف بين العدو الأمريكي الصهيوني وأدواته من أنظمة ومرتزقة، مؤكدًا أن ما يُروّج له بعض المرتزقة من ادعاءات القوة لا يعدو كونه وهمًا، كون القرار الحقيقي مرتهن للخارج. وشدد على أن العاصمة صنعاء ستبقى مركز القرار السياسي المستقل، وحاضنة الأحرار الذين صمدوا لأكثر من أحد عشر عامًا في وجه العدوان والخيانة.
وأكد أن أحرار اليمن، ومعهم أحرار الأمة، هم وحدهم من يرفعون “لا” بوجه المشروع الصهيوني الأمريكي، ويقفون إلى جانب قضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مشيرًا إلى أن محور المقاومة هو الوحيد الذي جعل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر جزءًا ثابتًا من برنامجه الفكري والسياسي والعقدي. واعتبر أن من حق الشعب اليمني أن يفتخر بدوره الديني والإنساني والأخلاقي في هذا المسار، وبمواقفه المشرفة الداعمة للشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة.
وحيّا الدكتور بن حبتور قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل صالح الوهبي، مثمنًا جهوده في قيادة هذا العمل النضالي، وما يمثله من دافع وحافز لبقية القبائل لمواصلة درب الجهاد والثبات.
من جانبه، أشاد نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام بسيرة ومواقف مؤسس كتائب الوهبي، وبما سطره من بطولات في مواجهة قوى العدوان وأدواتهم، مؤكدًا جاهزية قبائل وأبناء اليمن للوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الثورية والسياسية، محذرًا في الوقت ذاته العملاء والخونة من الاستمرار في الارتهان لمشاريع تستهدف وحدة وأمن واستقرار اليمن.
بدوره، أوضح قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل صالح الوهبي أن هذه الفعالية تمثل تجديدًا لروح الجهاد والكرامة، وتأكيدًا على أن هذا النهج سيظل خيارًا ثابتًا لا يقبل التراجع، وأن المبادئ التي تأسست عليها الكتائب لا تخضع للمساومة أو التقادم. واستحضر في كلمته سيرة القائد المجاهد الشيخ صالح بن صالح الوهبي، الذي اختار طريق العزة في زمن التخاذل، وتحرك من موقع المسؤولية حين تراجع الآخرون.
وأكد اللواء الوهبي أن اليمن يمر بمرحلة مفصلية تتطلب أعلى درجات الجهوزية والاستعداد لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، محذرًا من المخططات التي تستهدف المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، والتي تهدف إلى تمزيق الهوية والنسيج الوطني. وجدد التأكيد على أن محافظة البيضاء ستظل عصيّة على الكسر، ومقبرة لكل المؤامرات، وأن محاولات تشويه مواقفها أو التحدث باسمها لن تنال من تاريخها وتضحيات أبنائها.
وفي ختام الفعالية، جدد اللواء بكيل الوهبي، باسم قيادة ومنتسبي كتائب الوهبي، العهد والولاء لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مؤكدين المضي على النهج الجهادي بثبات ويقين بوعد الله.
كما أشار ركن التوجيه بكتائب الوهبي المقدم محمد الفائق إلى أن مؤسس الكتائب كان نموذجًا للقائد الصلب الذي لا يساوم، وصوتًا صادقًا خرج من الميدان، وبنى القوة على الوعي، وربط السلاح بالموقف، وربّى الرجال على الثبات. وأكد أن الكتائب اليوم ماضية على دربه، ثابتة على مبادئها، مجددة العهد للقيادة الثورية والسياسية بأنها ستظل على العهد والوعد، لا تحيد عن طريق الجهاد، وتواجه مشاريع العدو بعزم لا يلين وثقة راسخة بالله.
وتخللت الفعالية فقرات شعرية وإنشادية، شملت قصيدة للشاعر الحسن الجراش، وأنشودة لفرقة الشهيد القائد، إلى جانب عرض توثيقي تناول حياة شيخ المجاهدين اللواء صالح بن صالح الوهبي، وأبرز أدواره القبلية ومسيرته الجهادية الحافلة