مقالات بقلم الصحفية /عبير الزوقري
إن المنافقين هم أشد أعداء الأمة الإسلامية، وأخطرهم عليها، فهم يتلوَّنون حسب البيئة، يظهرون بمظهر الأخ المشفق، بينما هم ذئاب في جلد بني الإنسان، يحسبهم الظمآن ماء، يظنهم المؤمن عونًا له، وهم عونٌ عليه، يحسبهم له ناصحين، وهم هلاكه ودماره: ساعون في الأرض بالفساد. قلَّما يخلو منهم مجتمعٌ أو نادٍ، يعملون من وراء الكواليس، ومن خلف الصفوف.
في خطورتهم يكفيك قول ذي الجلال والإكرام
﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾
لقد ذكر الله تعالى لنا في كتابه عداوة الشيطان، وعداوة اليهود، والذين أشركوا
فقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَاتَعْبُدُواالشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾وقال سبحانه ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا... ﴾
فالوطن اليوم حاله دون أدنى شك هو نتاج حالنا
وحالنا في حالات الواتس ومنشورات الفيس لايغيب على أحد منا
فالكذب والنفاق لم تعد تخلوا منه حتى المعلومات الشخصية في صفحات الكثير منا و التي هي في الأساس خصوصية شخصية ولنا نحن قبل أن تكون لغيرنا كيفماكانت .. حقيقة لازيف
من هنا نقيس حجم الصدق مع الذات ومنها الى الصدق مع الآخرين من حولنا ومن ثم المجتمع فالوطن
نعيش حياتنا ع النفاق ومحاولة أرضاء الناس ولو على حساب خصوصياتنا
نغتال ماتبقى من كرامتنا بأنفسنا ونحن ننسج للظلمة في ظلمهم والقادة الفسدة في فسادهم أقنعة يمارسون بها كل مامن شأنه القضاء على أدميتنا
قف مع نفسك ياهذا ولو للحظة..!!
هذا ان تمكنت من التعرف عليك بعدتغيرك السقيم
فأنا مشفقة عليك كثيرا
حاول أن تخلع نعليك من وجهك لبعض من الوقت
..لابأس في ان تتنفس الكرامة قليلا
انظر كم فقدت من نفسك وافقدت حضورك قدره لدى محبيك وأنت تصفق لمن نهب قوتك .. وجرح وجودك ..وجعل منك روحاعاجزة عن الخير
وللجريمة مسرحا مهيأ وأداة عاجزة عن كل شيء سوى التشجيع على السلب والنهب والقتل وتزيين ذلك
كم مرة صفعت وجهك وانت تصفق ..كم مرة مزقت وجهك لحظة تطبيلك لمن صنع منه طبلا بيديك تنهشه احتفاء به كلما تنحنح الحمار الأجوف في جوهره
حتى انك من تفاعلك احيانا تتمنى لوانك تجيد النهيق
لتشعره بانتمائك الذي يشبهك كثيرا لديه فيصفق لك امتنانا لحماقتك
ليس اخطر منكم حقا ومن المنافقين في كل زمان ومكان عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فقَالَ لِي: (هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ يَهْدِمُهُ زَلَّةُ عَالِمٍ، أَوْ جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَحُكْمُ الْمُضِلِّينَ )
..لم كل ذلكلاشيء يستحق .. ولامبرر لك
ولافائدة مرجوة ستنالها