مقالات بقلم تعزية/ماهر المتوكل
الخميس /13/نوفمبر (2025م)
تظل سير الكبار معيارًا يُحتذى به، حيث يُقاس الإنسان بأخلاقه، وإنسانيته، وإخلاصه للوطن، لا بمنافعه الشخصية أو مكاسبه، وهكذا كان الشيخ المرحوم عبده محمد الحالمي، الذي كرّس حياته في خدمة الوطن، خصوصًا في المناطق الوسطى خلال أصعب المراحل، في زمن كان فيه الكثير يتجنبون المخاطر ويتراجعون عن واجبهم.
لقد اشتهر الحالمي بوفائه للمصلحة العامة وتفانيه في خدمة الناس، فعمل مستشارًا لمحافظة تعز، ولعب دورًا بارزًا في إصلاح ذات البين، مقدمًا المصلحة العامة على أي اعتبار شخصي. وكان حريصًا دائمًا على تقديم خبرته وحكمته وسرعة بديهته بما يخدم الوطن والناس، بعيدًا عن أي مكاسب شخصية.
وقد شهدتُ عن قرب حرصه على الناس وسعة صدره، عندما زرت ديوانه في منزله بتعز، القريب من قصر الشعب سابقًا ومدرسة عمار بن ياسر. كان ديوانه ملتقىً للحكمة والحديث عن المواقف الوطنية والتاريخية، بأسلوب ممتع يجذب الحضور ويشغلهم بسرد القصص والمواقف دون ملل، مؤكدًا مكانته كمرجع للحكمة والقدوة والنبل.
ويُعرف عن المرحوم عبده الحالمي وأولاده حسن الأخلاق، والتواضع، والانحياز للناس والوطن، بعيدًا عن المظاهر والزيف، وهو ما جعلهم محل احترام الجميع، سواء المقيمين في تعز أو المغتربين.
لقد كان الحالمي فريدًا في صفاته، لا يشبهه أحد، وتفاصيل حكمته وصدق تواضعه تميّزه عن غيره، وظل محبوبًا ومحترمًا من كل من عرفه أو جاوره.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون. الفاتحة على روحه الطيبة
