مقالات بقلم /محمد عبدالرحمن مطهر
ربما يستغرب البعض من اهتمام المجتمع الدولي باليمن في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد .. ومما لاشك فيه ان العاملين في مجال الدعم الإنساني يستطيعون ادراك ذلك الاهتمام خصوصا بعد ان أصبحت الكوارث الإنسانية التي خلفتها الحرب على اليمن حدثا إعلاميا بارزا في وسائل الاعلام الدولية وجعلت اليمن محط اهتمام أي شخص عادي في أي مكان من العالم بعد ان انتشرت صورة المأساة الإنسانية التي يعيشها المواطن اليمني على وسائل الاعلام وانتشرت قضية اليمنين في كل دول العالم ..
لقد اصبح الوضع المأساوي في اليمن حديثا تضغط فيه الشعوب على حكوماتها بضرورة التدخل لإنقاذ اليمنين من مخاطر الحرب .. وهذا ما جعل الجهات المانحة تعمل جاهدة على تقديم الدعم الإنساني بعد ان أصبحت المأساة التي يعاني منها المواطن اليمني مادة إعلامية تتصدر العناوين الرئيسة في وسائل الاعلام وفي هذا الصدد عملت منظمات إنسانية عالمية ومنها منظمة اوكسفام على التواصل مع شركاء محليين كان من ضمنهم منظمة عبس التنموية ممثلة بالدكتورة عائشة ثواب التي استطاعت بخبرتها في العمل الإنساني المؤسسي في اليمن خلال عقدين من الزمن ان تكون واحدة من الشخصيات اليمنية التي بنت درجات عالية من الثقة بين المانحين من دول العالم .. ومنظمات العمل الإنساني المحلية .. وكان لهذه الثقة دورا مشهودا في انتشار السمعة الطيبة لمنظمة عبس التنموية في الداخل والخارج كونها تهتم بشريحة مهمة داخل المجتمع اليمني تتمثل بالمرأة والطفل
في هذا الاطار قامت اوكسفام بدعم وتسهيل وصول شركاؤها لجنيف ومن ضمنها منظمة عبس التنموية للمشاركة في مؤتمر المانحين لليمن ولمناصرة القضايا الأساسية لتعزيز القيادة النسائية في الاستجابة الإنسانية وكذلك المطالبة بتوقيف الحرب في اليمن وخلال هذه الجولة تم النقاش والعرض للدمار الشامل الذي حدث في اليمن بسبب الحرب وكذلك تم النقاش والعرض لحيثيات المجاعة في اليمن ، حيث تم التوضيح ، انه لا يوجد وعي لدى الاهالي في المناطق الريفية بمشاكل سوء التغذية وهي ظاهرة شائعة حتى من قبل الحرب في اليمن ولكنها تفاقمت وبشكل ملحوظ ومخيف بعد اندلاع الحرب. كما تم مناقشة دور المرأة اليمنية في هذه الحرب حيث اثبتت المرأة بأنها تحملت اعباء المعيشة الكاملة في ظل غياب الزوج ، وانعدام سبل المعيشة و بذلت وقدمت الكثير من اجل استمرار الحياة لأسرتها ، وقد وصلت مساهمة المرأة في المساعدة الانسانية الى 70% بل والى 100% نظرا لغياب الزوج والذكر بوجه عام سواء الزوج او الاب او الاخ وحتى الابن احيانا ولكن وحشية الحرب زادت وفاقمت من معاناتها بعد ان أصبحت عرضه لكل انواع العنف كقيام الاسر بتزويج بناتهم الصغيرات من اجل الغذاء والدفع بالمراهقات لسلوك الطرق الغير شرعية لكسب المال ، والرضى باستغلال الزوج لها مقابل المال والغذاء لكل الاسرة احيانا .
وقد بدأت الجولة التي مثلت فيها الدكتورة عائشة ثواب منظمة عبس التنموية من عمان قبل الذهاب الى جنيف ، بروكسل ، هولندا وباريس ومن ثم الى لندن
كما تم الالتقاء بعدد من الشخصيات الدولية والتي عبرت عن اهتمامها وتفاعلها بالوضع الإنساني في اليمن .. وفي جنيف كانت المنظمة مشاركة في مؤتمر المانحين والذي حضره عدد من السفراء والوزراء والمانحين من الاتحاد الأوروبي والدول العربية و ممثل الأمم المتحدة ووزيرة خارجية السويد ومديرة منظمة أوكسفام التي دعمت قضيانا الرئيسية وكان أهمها قضية السلام في اليمن
وفي بروكسل تم مقابلة وزير شئون الشرق الأوسط و مدير تنسيق الشئون الإنسانية
ومقابلة الاتحاد الأوروبي وتم عرض القضايا الرئيسية عليهم حيث تم المطالبة بإيقاف الحرب كما كانت هناك فرصة جيدة للقاء الكثير من الصحفيين لمناصرة قضية إيقاف الحرب واحلال السلام
وكان من المفيد جدا الالتقاء مع الخارجية الفرنسية وكذلك مستشارة رئيس فرنسا ماكرون
وفي الأخير فقد كان لهذه الجولة فوائد مهمة عبرت عن مدى الاستجابة الإنسانية وكيفية المناصرة للقضايا الهامة والإنسانية ،، وأيضا حجم التعاون والدعم الكبير من قبل جميع مكاتب اوكسفام الدولية للمنظمات المحلية في اليمن