مقالات /بقلم: محمد عبدالرحمن مطهر
يعاني سكان المناطق الشمالية الغربية في اليمن من مشاكل وصعوبات اقتصادية واجتماعية كثيرة.. فهي مناطق تعرف بالاشد فقرا و يفتقر فيها المواطنون لابسط الخدمات ومصادر الدخل، .. خصوصا السكان في محافظة الحديدة والمديريات الواقعة في اطراف محافظة حجة.. خصوصا مديرية عبس..
من هنا جاءت الحاجة لفكرة تاسيس مؤسسة تقوم على خدمة سكان هذه المديرية البعيدة والمحرومة.. فمن المعاناة يولد الابداع،،
بدات الفكرة بتاسيس جمعية نسوية تعنى بخدمة المراة والطفل في هذه المجتمعات وعلى مستوى مدينة عبس فقط.. خمس فتيات حملن على عواتقهن هم الكثير من الاسر الفقيرة وقررن انشاء جمعية خيرية عام ١٩٩٦، وفعلا تحقق الطموح وبدات الجمعية في تقديم خدماتها ولاقت تجاوبا من قبل بعض المنظمات الانسانية على اعتبار ان الجمعية تقاوم التمييز ضد المراة، وكانت هذه الفكرة كمرحلة اولى لصاحبة الفكرة الاولى وهي الدكتوره عائشة ثواب كونها تنتمي لهذه المناطق.. حتى العام ١٩٩٩، والتي غطت فيها خدمات جمعية عبس مديرية عبس كاملة..
الطموح لا حدود له خصوصا حينما تكون الاهداف خدمة الاخرين من المستضعفين والفقراء،، اتجهت جمعية عبس الى توسيع خدماتها على نطاق اوسع من المديرية لتشمل كامل مديريات محافظة حجة،، كمرحلة ثانيه من التطوير والتوسيع والتي كانت بداياتها من العام ٢٠٠٠ وحتى ٢٠٠٤..
كانت رؤية قيادة الجمعية ممثلة بالدكتورة عائشة ثواب ترنو وتطمح لما هو اكبر من مجرد جمعية محصورة في نطاق جغرافي محدد لتحدد وتضع اهدافا اكبر، مدشنة بذلك المرحلة الثالثه من التطوير في مجالات وخدمات جمعية عبس النسوية لتتعدى خدماتها محافظة حجة وتغطي أيضا محافظة الحديدة وذلك خلال الاعوام من ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠١٠..
اتسعت رقعة الخدمات التي تغطيها الجمعية وازداد عدد المستفيدين من المشاريع التي تقدما خصوصا بعدما اتجهت جمعية عبس لتنفيذ مشاريع ذات جدوى اقتصادية مستمرة ودائمة،، وازدياد الحاجة الى كيان ذات اهداف اوسع وطموح اكبر يغطي الاحتياج المتزايد للسكان في هذه المجتمعات الفقيرة التي يعاني ابناؤها من كثير من المشاكل ياتي في مقدمتها الجهل والمرض والفقر، وهو ثالوث قض مضاجع قيادة الجمعية و شكل هاجسا وهما كبيرا لديها يتمحور في كيفية تقديم المساعدة لهؤلاء السكان الذين يعتبرون من الاهل او ذوي القربى. لتلد فكرة تحويل هذا الكيان الصغير من جمعية عبس النسوية الى منظمة عبس التنموية للمرأة والطفل مدشنة المرحلة الرابعة من التوسيع لتغطي خدماتها ومشاريعها ثالث محافظة هي محافظة المحويت.. وذلك خلال الفترة من ٢٠١١وحتى العام ٢٠١٤..
لم يتوقف طموح قيادة منظمة عبس عند هذه الحدود او النطاق الجغرافي االشامل للمحافظات الثلاث،، فكثير من المجتمعات اليمنية بحاجة الى مد يد العون ومساعدتها على العيش ومواصلة الحياة خصوصا في ظل الاوضاع والاحداث الاخيره التي مرت بها اليمن وما تسببت به الازمات والحروب من ترد في الخدمات وارتفاع تكاليف العيش وفقدان كثير من مصادر الدخل، حتى زادت معدلات الفقر ونسب البطالة ومعها ظهرت الكثير من المشاكل المجتمعية والاسرية وارتفاع اعداد الضحايا من النساء والاطفال وازدياد حالات الطلاق وزواج الصغيرات ومنع البنات من الالتحاق ومواصلة التعليم.. ما ضاعف من هموم قيادة المنظمة واعتبار كل هذه القضايا هاجسا ينبغي الوقوف امامه بكل حماس ونشاط ومسئولية ومحاولة مواجهة كل هذه المشاكل و العمل على التخفيف من معاناة الناس ليس فقط في المحافظات السالفة الذكر بل تجاوز ذلك لتغطي منظمة عبس خدماتها معظم محافظات الجمهورية،، مدشنة بذلك مرحلة جديدة من مراحل تطوير المنظمة منذ مطلع العام ٢٠١٥ وحتى هذا العام وتصبح منظمة رائدة تقدم خدماتها في تسعة مجالات انسانية وتنموية هي الصحة والتغذية والامن الغذائي وسبل المعيشة والتعليم ومحو الامية وحماية الطفل والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة واعادة الاعمار والمياه والاصحاح البيئي والماوى وادارة مخيمات النازحين..
حينما توجد الارادة فان درجات النجاح محسوبة ومن رحم المعاناة والحاجة يولد الابداع وهو ماتجسد فعلا وتجلى في شخص قيادة منظمة عبس ممثلة بالمدير التنفيذي الدكتورة عائشة ثواب وفريقها الرائع والمتميز والتي جاءت من وسط هذه المعاناة.. وليس هذا فقط ما تطمح اليه المنظمة ففي بنك اهدافها مشاريع كثيرة ستكشف عنها في قادم الايام،، حيث ماتزال على موعد مع المزيد من مشاريع التطوير والتحديث للوصول الى اهدافها المرسومة والموضوعة في قائمة اهتماماتها على المدى المتوسط والبعيد.. وما ذلك على الله ببعيد..