مقالات بقلم الصحفي /عبدالحميد الحجازي
هناك العديد من الجمعيات الطبية ذات الأسماء العريضة والطويلة باللغتين العربية والإنجليزية تدعى أنها تقدم المساعدات للمرضى وتهتم بشؤونهم، بينما الحقيقة المرة أن عمل هذه الجمعيات لايتعد التنظير وإصدار البروشورات الممهورة بتوقيع رئيس الجمعية بينما المرضى يتضورون ألماً وتزداد معاناتهم خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة الذين ينتهي بهم الحال غالباً بالوفاة.
وأمام هذه الجمعيات خياران، الأول أن تقدم ولو النذر اليسير من واجباتها ومسؤولياتها ويستشعر القائمون على هذه الجمعيات مسؤولياتهم أمام الله تعالى أولاً ثم شرف مهنتهم الإنسانية الذي يجعل منهم ملائكة الرحمة وفعلبن للخير.
اما الخيار الآخر هو أن تستمر هذه الجمعيات بعشوائية عملها وإنعدام الرقابة عليها من قبل الجهات المعنية في وزارة الصحة والمجلس الطبي الأعلى، بأن تركوا لهذه الجمعيات الحبل على الغارب تتحدث بإسم المرضى وتجني الهبات والمنح والتبرعات والاشتراكات التي لا يرى منها سوى إقامة فعاليات لأخذ الصور التذكارية والجلوس على منصات التنظير، وهذا مالمسناه قبل يومين في احتفال سنوي لأحد الجمعيات الطبية.
ومن وجهة نظري أن فساد هذه الجمعيات يفوق الفساد المالي والإداري الذي أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه التوجه الجاد لإجتثاثه من مؤسسات الدولة، خاصة وإن فساد الجمعيات الطبية يضر بشريحة أحوج ما تكون للمساعدة، وليست سلماً للكسب المادي أو تحقيق شهرة أو مكانة معينة.