أخبار إقتصاد متابعة /نجيب الكامل
السبت 22/ديسمبر (2025م)
شارك القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، العلامة محمد مفتاح، في فعالية إطلاق برنامج تعزيز الصناعات القطنية، الذي تنفذه الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، بالشراكة مع وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة.
وخلال الفعالية، أكد العلامة مفتاح أن إطلاق البرنامج يمثل خطوة جادة لاستعادة روح اليمن الإنتاجية، التي عُرفت تاريخيًا بالاعتماد على الذات وغياب البطالة، لا سيما في الأرياف حيث كان كل فرد في الأسرة عنصرًا فاعلًا في عملية الإنتاج. وأشار إلى أن منظومة القيم الإنتاجية تعرضت خلال العقود الماضية لتشويه ممنهج لصالح ثقافة استهلاكية أضعفت الاقتصاد الوطني.
وأعرب عن دعمه الكامل لهذه المبادرة التي تنسجم مع التاريخ الصناعي العريق لليمن، المعروف بإنتاج وتصدير أجود الملبوسات، مستشهدًا بوصية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن يُكفّن بثوبين يمانيين سحوليين، تكريمًا لهذه الصناعة وأهلها.
وأوضح القائم بأعمال رئيس الوزراء أن التحول من مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك يتطلب مراجعة شاملة لمنظومة القيم، وإعادة بناء ثقافة الإنتاج داخل الأسرة والمجتمع والدولة، مؤكدًا أن الاستقرار الاقتصادي الحقيقي يبدأ من اقتصاد الفرد والأسرة.
وبيّن أن الحكومة تعمل حاليًا على مراجعة وتطوير المنظومة التشريعية والمؤسسية، وتهيئة بيئة محفزة للإنتاج في مختلف القطاعات، مشددًا على أنه لا يمكن تحقيق ازدهار اقتصادي مستدام دون النهوض بالاقتصاد المجتمعي الشامل.
ودعا إلى التركيز على إنشاء المعامل الصغيرة وتوطين صناعة القطن، بما يضمن تطويرها واستدامتها، مطالبًا أصحاب رؤوس الأموال بالتحول من الربح السهل عبر الاستيراد إلى الاستثمار الحقيقي في التصنيع الوطني، انسجامًا مع توجهات ثورة 21 سبتمبر نحو الاكتفاء الذاتي والتصدير.
كما وجّه العلامة مفتاح الشكر للقائمين على إعداد البرنامج ولكل العاملين في ميادين الإنتاج، مؤكدًا أن الحكومة ستقدم التسهيلات اللازمة، وتدعم الترويج للمنتج الوطني، موجّهًا وسائل الإعلام الرسمية بجعل إعلانات المنتجات المحلية مجانية وإبراز قيمتها المجتمعية والاقتصادية.
وفي السياق ذاته، أعلن أمين العاصمة الدكتور حمود عباد عن دعم الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر بمبلغ 600 مليون ريال كقروض ميسّرة للأسر العاملة في هذا المجال، مؤكدًا توجه أمانة العاصمة لإنشاء مراكز متخصصة لتسويق منتجات الأسر المنتجة، واشتراط تخصيص أركان دائمة لها في المولات التجارية.
وأشار عباد إلى أن أمانة العاصمة ستكون شريكًا فاعلًا في دعم المشاريع الصغيرة والأصغر، لما لها من دور محوري في تعزيز الإنتاج المحلي وخفض فاتورة الاستيراد، لافتًا إلى أهمية استكمال سلسلة القيمة للصناعات القطنية من خلال توطين إنتاج المواد الخام والتسويق.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر أحمد الكبسي أن البرنامج يمثل مسارًا جديدًا نحو الاكتفاء الذاتي ضمن الجبهة الاقتصادية، التي تمس حياة كل مواطن، مشددًا على أن التمكين الاقتصادي مسؤولية جماعية تتطلب تكامل الجهود من القيادة إلى القاعدة.
وأوضح أن الهيئة تسعى، بالتعاون مع شركائها، إلى تحويل كل منزل إلى وحدة إنتاج وكل حي إلى مصنع، ضمن رؤية وطنية شاملة للتمكين الاقتصادي، مثمنًا جهود وحدة تمويل المشاريع الزراعية والسمكية وأمانة العاصمة والجهات الداعمة.
وتضمنت الفعالية استعراضًا للدراسة الخاصة بالبرنامج، وفقرات توعوية بأهمية مشاريع التمكين الاقتصادي، إضافة إلى معرض للمنتجات القطنية اليمنية، التي عُرضت بجودة عالية ومواصفات منافسة للمستورد، بمشاركة ست علامات تجارية محلية.
وفي ختام الفعالية، جرى تكريم المشاركين والمشاركات في برنامج تعزيز الصناعات القطنية.


