مقالات /الاستاذة نبيهة محضور
تحل الذكرة الخامسة والخمسون لثورة ال26 من سبتمبر
المجيدة والتي تذكرنا كم كان اولئك من أشعلوا جذوتها يمتلكون شعورا وطني كم نحن بحاجة له اليوم ،كانوا يمتلكون كرامة انسانية ثائرة في أعماقهم ،لذلك أشعلوا بارادتهم ثورة ضد الظلم والاستبداد ،ثورة للحرية أشرقت شمسها في سبتمبر النضال لتعيد بناء الانسان اليمني فكرا وثقافة وسلوك ، لترسم خارطة اليمن السياسية لتعبر نحو الديمقراطية والجمهورية ،من خلال اهدافها الستة الداعية لبناء مجتمع ديمقراطي عادل يستمد أنظمته من روح الاسلام الحنيف ،يتساوى فيه أبناء المجتمع دون تميز ،مجتمع وحدوي متماسك يسعى
للارتقاء بابنائه اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
فأين نحن اليوم من تلك الأهداف السامية التي دفع البعض من ذوي الكرامة من أجلها ارواحهم ثمناً لها ،لأجل كرامة الأنسان اليمني التي باتت تتلاشى يوم بعد يوم في حاضر مقزز صارت فيه حياة ملايين اليمنين لا تساوي شي في أزقة السياسة وفي أذهان سياسين فقدوا الحس الوطني ، ساسة وجدوا ضالتهم في هذا الوطن المكلوم وفي هذا الشعب المغلوب على أمره ،المغيبة حقوقه ،المهدورة دمائه ، ليصنعوا مجدهم ويجمعوا ثرواتهم على أنقاض الوطن ، الوطن الذي تنتهك كرامته على مرئ ومسمع من العالم وبأيدي أبنائه ، الوطن الذي يتهافت الكثير لاستعماره والنيل من ثرواته لاستعمار أرضه ،لاستعمار فكر وثقافة شعبه ،لاستعمار حرية لا يمتلك اليمنيون اغلى منها ،حرية تسكن أرواحهم ان ثارت ستتحول لبركان يحرق الأخضر واليابس ،فأين نحن اليوم ونحن نعيش حاضر مشؤم تبددت فيه أحلام اليمنين ،حاضر لن تفخر به الأجيال القادمة لأنه شاهدا على خيانة وطن ،على حرية مقموعة ،على شعب يموت الكثير منه جوع في غفلة عن ساسته !
فعذرا سبتمبر التاريخ ويا فجر النضال لقد غفل الكثير عنك وانشغلوا بحاضر فقد الحرية .