أخبار محلية صنعاء /نجيب الكامل
29/7/2018
حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور / عبدالعزيز بن حبتور اليوم الأحد أعمال الندوة العلمية الأولى لحماية مدينة صنعاء القديمة، التي تنظمها، وزارة الثقافة بالتعاون مع اللجنة العليا لحماية مدينة صنعاء القديمة لمدة ثلاثة أيام تحت شعار "معا لنحافظ على صنعاء التاريخ " بمشاركة واسعة من قبل عدد من الوزراء والمعنيين والمختصين والمهتمين.
وفي الأفتتاح أكد رئيس مجلس الوزراء أن مدينة صنعاء القديمة من المدن القلائل التي استطاعت أن تحافظ على بقائها وديمومة نشاطها الإنساني لآلاف السنين، منوهاً بخصوصيتها كمدينة تاريخية مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، وتحكي تاريخ حي ينبض بالفرادة على أكثر من صعيد.
وأشار إلى أن مدينة صنعاء القديمة احتضنت طيلة تاريخها وبجدارة تراث وثقافة هذا الشعب العريق الذي يمتلك تلك الإرادة القوية للحفاظ على هويته وحضوره وفعاليته.
وأشاد الدكتور بن حبتور، بالرمزية الاستثنائية التي تمثلها هذه الندوة لجميع اليمنيين الذين يحتفون بهذه المدنية ويسعون إلى الحفاظ عليها كما لو أن لكل واحد منهم جزء فيها.
وتوجه" بكلمات الشكر والتقدير لأهل صنعاء التاريخية الذين استطاعوا أن يحافظوا على تاريخ المدينة وسمتها وهويتها الخاصة التي مثلت رمزيه استثنائية عن بقية المدن اليمنية "..
وشدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة ضم الوثائق المقدمة في هذه الندوة إلى الملف الذي يسعى لتثبيت بقاء المدينة ضمن قائمة التراث الانساني العالمي بما يخدم الحرص المحلي والوطني والدولي على إبقائها في هذه القائمة.
وأثنى على المبادئ الرئيسة التي حكمت هذه المدينة والمتمثلة في التسامح والعيش المشترك والقبول بالآخر ... مبينا أن صنعاء استطاعت في زمن العدوان، الذي نعيش سنته الرابعة، أن تكون حاضنة فعلية لجميع اليمنيين من مختلف القرى والمدن اليمنية مع استيعابها لملايين النازحين الذين وجدوا فيها الترحاب من قبل أبنائها.
وأشار بن حبتور إلى أن تحالف العدوان حاول أن ينتقص عبر إعلامه من المدينة وعراقتها والتقليل من قيمتها الحضارية ووظيفتها الحيوية التي لا زالت تؤديها بكل حيوية حتى اللحظة، معتبرين المدن الحديثة التي نشأت في سبعينات وثمانينيات القرن المنصرم في المنطقة هي النموذج الذي ينبغي أن تكون عليه المدن الاخرى "..
موضحاً أن بعض تلك المدن تواجه في الوقت الحاضر تهديدات كثيرة في الوقت الذي لازالت صنعاء منذ آلاف السنين تؤدي وظائفها دونما توقف أو انهيار..
كما أوضح أن صنعاء صمدت حتى الآن بفضل روابط الإخاء بين السكان وجهود المسؤولين الذين يحاولون أن يعملوا في ظل هذا الوضع الاستثنائي ما يمكن عمله لصالح هذه المدينة وبقاءها في قائمة التراث العالمي، رافعين شعارات أهمية الحفاظ عليها وتطويرها ومنع العبث الذي حدث ويحدث في بعض أحيائها.
من جانبه رحب وزير الثقافة عبد الله أحمد الكبسي بجميع الحاضرين في تدشين فعاليات هذه الندوة الهامة التي تنعقد في ظروف استثنائية يحقق فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية الكثير من الانتصارات على امتداد البلاد بما لا يدع مجالا للشك بأن اليمني لا يعرف العجز والانكسار، وأن صنعاء وبقية المدن اليمنية لاتزال ترفد ساحة الانتصارات بكل ما يحقق العزة ويجسد معاني الحب والوفاء لتربة هذا الوطن.
وقال الكبسي بأن انعقاد هذه الندوة في هذا الظرف لم يأت مصادفة وإنما فرضته الضرورة بعد تقييم شامل ومسؤول للتجربة السابقة في جوانب الحفاظ على مدينة صنعاء، حيث وجدنا العمل غير متكامل وتخلله كثير من جوانب القصور فارتأينا ضرورة إشراك العديد من الجهات المعنية بالحفاظ على صنعاء سواء كانت جهات حكومية ووزارات وهيئات أو منظمات مجتمع مدني أو اشخاص بهدف إشراك الجميع بغية الوصول إلى مخرجات ملزمة لجميع الجهات ينتفي معها رمي المسؤوليات من قبل جهات على جهات أخرى وكذا تحديد مسؤولية كل جهة على حدة وصولاً لتحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على صنعاء الحضارة والتاريخ.
وأشار إلى مدى اهتمام المنظمة الدولية بتراث صنعاء العريق حيث قامت بإنشاء مركز متخصص فيها وبتمويل من جمهورية إيطاليا واسهام من الاتحاد الأوروبي ليكون مركزاً إقليمياً للحفاظ على المدن والآثار العربية قاطبة وليس الآثار اليمنية وحسب بما يضمه من خرائط هامة ومئات الوثائق والدراسات الخاصة بالحفاظ على مدينة صنعاء كقيمة تاريخية كبيرة تجسدها صنعاء القديمة وبقية المدن التاريخية اليمنية.
وأعرب عن تمنياته بنجاح الندوة من خلال أوراق العمل المتنوعة التي سيتم تدارسها ومناقشتها ضمن جلسات الندوة وكذا من خلال القرارات والتوصيات التي ستخرج بها وستكون ملزمة للجميع وستحظى باهتمام حكومي دونما شك.كما أعرب عن الشكر لكل من تعاون مع الوزارة في سبيل إنجاح الندوة.
استهلت جلسات الندوة بالجلسة الأولى وتم خلالها مناقشة عدد من أوراق العمل : ورقة العمل المقدمة من أمانة العاصمة وأخرى مقدمة من نيابة الآثار والمدن التاريخية وثالثة من الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ورابعة مقدمة من منظمات المجتمع المدني تلا ذلك فتح المجال للنقاش.
وكرست جلسة العمل الثانية، لمناقشة ورقة العمل الخامسة، مقدمة من وزارة الأوقاف والإرشاد وورقة العمل السادسة مقدمة من وزارة الإعلام والورقة السابعة مقدمة من وزارة الخارجية وورقة العمل الثامنة مقدمة من الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط الحضري تلا ذلك فتح المجال للنقاش.
حضر جلسات اليوم الأول من الندوة عددٌ من الوزراء وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى وعدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة.
وهذا وستتواصل جلسات عمل الندوة يوم غد الأثنين من خلال جلستي العمل الثالثة والرابعة واللتين سيناقش خلالهما سبع أرواق عمل.