مقالات سياسية /نبيهة محضور
9/7/2018
نجحت الدول الغربية وعلى راسهم أمريكا باستدراج العرب وتركيعهم وجعلهم أدوات لها في الشرق الاوسط .
ونجحت في استنزاف ثرواتهم وتسخيرها لمشروعها الاستعماري .
فتحولت أبار النفط الخليجية إلى ءهم مصادر الارتزاق لها .
وأصبح ملوك وأمراء الخليج أهم مصادر الثراء للبيت الأبيض الذي أعتبر تلك الدول وقيادتها بقرات حلوب تذر ملايين الدولارات لهم .
فاجتهد حكام الخليج وتسابقوا لنيل الرضى الأمريكي وتقديم قرابين من كرامتهم واحتفوا بترامب في دورهم وقصورهم واهدوه بعضا مما تبقى من حقوق شعوبهم وهو ينظر اليهم بكل سخرية على عقولهم الصدئه واخلاقهم الممسوخة .
ونجحت أمريكا في ادارة الحروب باستخدام قاعدة التكلفة الصفرية التي تعتمد على تحويل الصراع من غربي عربي إلى صراع عربي عربي قائم على خلق صراع اديولوجي وتكريس الطائفية والمذهبية والمناطقية بين الشعوب مما يسبب الشقائق بين أفراد الوطن الواحد والتمزيق للنسيج المجتمعي فتصبح تلك الدول ضعيفة مفككة غير قادرة على المقاومة مما يسهل السيطرة عليها واخضاعها لقرارتها .
كذلك الاستعانة بالخونة والعملاء والمندسين في تنفيذ مخطاطتها بدعوى الدعم والمساندة واستخدام الجهلة والأميين والأطفال والشباب المغرر بهم والعمل على طمس هويتهم الفكرية والثقافية والزج بهم ليكونوا أدواتهم في نشر ثقافة التدمير والقتل وهذا ما نلحظه في كثير من الدول التي اشعلت فيها أمريكا فتيل الحرب
فتنشأ شعوب جاهلة وضعيفة وحكومات مستبدة وفاشلة غير قادرة على ادارة بلدانها مما يسهل اخضاعها والانقضاض عليها .
وهاهي اليوم وبعد ان استطاعت أمريكا أن تدمر وتضعف الكثير من البلدان العربية بشكل مباشر عبر استهدافها بالحرب عبر الدول العربية او عن طريق غير مباشر عبر الزج ببعضها في حروب متواصلة هي من تقدم لهم الدعم اللوجستي تمهيدا للتخلص منهم بعد استنزاف ثرواثهم لشراء اسلحتها التي تجربها عبرهم .
هاهي اليوم تعقد صفقة القرن مع حكام العرب التي ضمنت ولائهم وتبعيتهم وخاصة حكام وامراء الخليج من تتمركز بايديهم الثروة ومن احتضنت أرضهم قواعدها العسكرية .
وتتمحور الصفقة في تطبيع العلاقات مع اسرائيل عدو الأمة العربية بالعلن وبدون حياء بعد ان كانت لعقود تدار من تحت الطاولة وفي دهاليز السياسة العربية والأمريكية .
اسرائيل الطفل المدلل لأمريكا هكذا يطلقون عليها وفي حقيقة الأمر ماهي الا القائد الحقيقي لصراعات الشرق الاوسط وما امريكا الا عصا للتنفيذ ووسيلة لتقوية الكيان الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط لخدمة مخطط الاستعمار الجديد للأراضي العربية بعد أن نجحت في استعمار عقولهم ونهب ثرواثهم .
هذا المخطط الذي يتسابق حكام وأمراء الخليج لتنفيذه عبر صفقة القرن التي يعقدونها مع أمريكا في أكبر خيانة عربية لفلسطين والقدس الشريف ثالث الحرمين و مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، القدس المحتلة منذ عقود ، القدس التي تستباح أرضها ودماء أبنائها وشرف بناتها على مسمع ومرئ منهم ،بل بات لا يخفى عليهم مساندتهم لهذا الكيان ودعمهم لأهدافه ، ضاربين عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية والدينية وطامسين بذلك هويتهم العربية والقومية كاشفين عن مدى الذل والمهانة التي يتسم بها اولئك الحكام والأمراء الذين باعوا وطنيتهم وقوميتهم وثروات شعوبهم لأجل مصالحهم الشخصية .
فهل تدرك شعوبهم هذه الخيانة وهذا الخنوع والذل لحكامهم ؟
وهل يعلم هؤلاء الحكام انهم غارقون في مستنقع الخيانة والمهانة وان لا أمريكا ولا اسرائيل سترضى عنهم يوما من الأيام وانهم في نظرها مجرد قطيع من الأغنام والبقر ستذبحهم يوما وتضحي بهم في عيد تحتفل به كما ضحوا بقائدا لهم ذات يوم .
وانا امريكا واسرائيل لا تقبل الخائنون لأوطانهم مهما ركعوا لهم .
فمن يخون أرضه يخون عرضه !.
فا اي تاريخ سيخلفه العرب؟ غير تاريخ ملطخ بالدماء ، ملوث بالخيانة ،
وماذا بعد العراق وليبيا وسوريا واليمن غير ممالك الرمال ؟.