مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
السبت /13/نوفمبر (2021م)
.. حملة الوهم وجيش الطوارق ..
قال الراوي.. نشاهد في بعض شوارع العاصمة صنعاء عدد من السيارات تحمل أشخاص ملثمين يرتدون زي شرطة المرور ومكتوب عليه حملة الضبط المروري و يتنقلون في بعض الجولات لمدة ساعة إلى ساعتين يقومون بحركات يسمونها ضبط المرور وفور تركهم لاماكنهم والعودة إلى مقراتهم تعود الفوضى كما كانت وربما أشد وأعظم وحتى في وجودهم فإن هناك ظواهر لا يلتفتون لها واهمها ظاهرة انتشار البلاطجة في الشوارع بذلك الصميل يسومون الناس العذاب وعلى مرأى ومسمع من الجميع وفي مقدمتهم هؤلاء الشرطة الملثمين .
قال الراوي.. لاندري من الذي اشار بهذه الفكرة الشيطانية بنشر جيش الطوارق الملثمين هذا في شوارع العاصمة يستنزفون خزينة الدولة والحكومة المنهكة اصلا دون أن يكون لهم اي اثر يذكر لان قضية المرور لا يمكن حلها بمثل هكذا حركات هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن نشر هؤلاء الأفراد بهذا الشكل يثير الخوف والهلع في نفوس الناس ويحدث شرخا بينهم وبين هؤلاء الملثمين لان كل طرف يتخوف من الاخر بينما يفترض ان يكون العكس هو الصحيح من خلال زرع الثقة وتعزيزها وليس تأسيس علاقة عداء فهؤلاء الذين يجوبون الشوارع وينتشرون بمنظرهم هذا وكانهم في مهمة محاربة الإرهاب والارهابيين وليس خدمة الشعب والمواطن والافضل خلق علاقة ود وليس تنافر وخوف " فما حصل ان هذه الخطوة لم تكن موفقة على الإطلاق لانها صورت هؤلاء على انهم نزلوا لإخافة الناس وارهابهم وبالمقابل أنهم يخافون من الناس ولايريدون كشف وجوههم حتى لا يعرفهم أحد لأنهم ربما يرتكبون اخطاء في حق المواطن".
قال الراوي.. القضية المرورية بالتأكيد لاتعالج بهذا الشكل فهي عبارة عن منظومة متكاملة تبدأ من الوعي المجتمعي الذي يتشكل ابتداء من مراحل التعليم الأساسي والغالي والجامعي وادماجه في المناهج التعليمية وعبر وسائل الإعلام والخطباء والمرشدين ومنظمات المجتمع المدني وتتواصل بوجود قوانين مرورية حديثة وتطبيقها على الجميع كبيرهم وصغيرهم دون استثناء وتستمر برجل مرور يحمل أخلاق عالية في التعامل مع الناس وكذا الطريق السليم والمناسب والمسارات لتنظيم حركة سير كافة أنواع المركبات ومواقف منظمة وإمكانات متوفرة مادية وبشرية وفنية والاستفادة من تجارب
البلدان في تنظيم حركة السير والمرور التي تخلصت بعضها من رجال المرور واستغنت عنهم بوضع قواعد مرورية يلتزم بها الجميع بينما عندنا مازال الأمر مختلفا تماما .
قال الراوي .. طبعا هذا الاسلوب الذي ابتكره جهابذة المرور الذين فشلوا دوما في تنظيم حركة السير والمرور وحولوها الى مجرد جبايات سواء من قبل الأفراد في الشوارع والجولات والشوارع الخلفية التي تكون أماكن مناسبة للتفاوض بينهم وبين السائقين المخالفين أو عبر تلك الحملات الوهمية لما يسمونه ضبط السيارات غير المرقمة بالتاكيد سيفشل فشلا ذريعا مع ان الامر بسيط وسهل ويحتاج فقط إلى ارادة صادقة وقوية ورؤى حقيقية وليس أعمال فنكوشية كما يفعل محمود الجنيد وفريقه وفي الاخير اخترعوا لنا جيش الطوارق ونشروه في بعض الشوارع لإخافة الناس وإيجاد فجوة بين المجتمع والشرطة التي يفترض أن تكون العلاقة بينهما ودية واحترام متبادل ترهيب وخلق صورة ذهنية لدى كل منهما بأن الآخر عدو وليس صديق انطلاقا من شعار الشرطة في خدمة الشعب والمواطن صديق الشرطة .
قال الراوي نتمنى أن يتم إعادة النظر في هذه الخطوة وكشف اللثام عن جيش الطوارق وتدريبهم على التعامل الراقي مع المواطن وتعليمهم ان المواطن صديق لهم وليس عدو والابتعاد عن الهوشلية التي تدار بها مؤسساتنا واجهزتنا ومنها جهاز المرور الذي فشل في معالجة كثير من الاختلالات وجاء بهذه الخطوة للهروب من ذلك الفشل بينما هو تعميد للفشل .. والاهم الان هو كيف نعمل على وضع إستراتيجية مرورية حقيقية تشترك في اعدادها وتنفيذها كافة الأجهزة المعنية بالاستفادة من تجارب بعض الدول ومن التطورات الهائلة في هذا الجانب وسيكون النجاح الأهم عندما تنخفض نسبة الحوادث المرورية والتخفيف من الخسائر البشرية والمادية اليومية بينما شرطة المرور بعيدة و مشغولة بأمور اخرى .. نامل ان تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وخاصة الفندم ابو احمد الذي يتولى القضية المرورية وكثير من القضايا والملفات الأمنية والعدلية والاقتصادية ولانشك في أن ما كتبناه سيلقى اذانا صاغية ولكن بعيدا عن أولئك الاشخاص الذين يدمرون كل شيء جميل في هذا الوطن لتحقيق مصالحهم .
قال الراوي .. بقي أن نعرف شيئين الأول أن الفوضى المرورية العارمة التي تشهدها بلادنا وشوارعنا لايمكن حلها الا عبر دراسة حقيقة ميدانية ومن ثم اعداد خطط ورؤى علمية وعملية متكاملة وتنفيذها وليس ما تقوم به إدارة المرور حاليا من ضحك على الدقون اما الشيء الثاني فهو أن الطوارق هم قبائل أمازيغية تستوطن الصحراء الكبرى في جنوب الجزائر وأزواد شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غرب ليبيا وشمال بوركينا فاسو ولديهم عادات وتقاليد منها انهم قوم يتلثمون ولا يكشفون وجوههم ولذلك سموهم باللثمين وهي عادة لهم يتوراثونها جيلا بعد جيل .. ولا نريد أن تنتقل هذه العادة إلى أجهزة الشرطة والأمن لدينا وربما تنتشر إلى أجهزة أخرى .. فهل ستظل الحملات الوهمية وجيش الطوارق أم أن الأمر سيتغير وتصبح معالجاتنا لقضايانا وفق خطط إستراتيجية وليس فنكوشيات واجتهادات مصلحية؟.