أخبار محلية صنعاء /فكري شايف
بعد مضي أثنان وأربعون عاما أي بالتحديد في العام 1978م ، عادت قضية بنت الورد وطفليها الى الواجهة من جديد بحثا عن العدالة، لتتكشف معها تفاصيل واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة اب واليمن في ذلك الوقت.
صنعاء – (تقرير) - خاص
جريمة بهذه البشاعة لا تسقط بالتقادم، ولا تحل بالإحتراب الأهلي المناطقي ، بل بإحقاق العدالة الناجزة، عبر قضاء مستقل، لإعادة الإعتبار لابنة الورد ولطفليها، وإقامة لهم نصبا تذكاريا كي يعيد لإنسانيتنا المحترقة معهم التوازن والإنسانية والاعتبار، لعله مثل هكذا ملفات ، وجرائم ضد الإنسانية ، يجب أن ينفض عنها الغبار، ويجب أن تفتح بقوة يد القانون العادلة الزاجرة الضاربة.
فلا تزال ذاكرة ممن شهدوا وقائع تلك الجريمة بتاريخ 11/11/1978م شاهدة على وحشية ذلك القاتل الماجور، وتلك الواقعة في قرية شريح مديرية النادرة بمحافظة إب ، والتي حدثت في عهد النظام السابق إبان حكم الرئيس عفاش لتظل حدثا وشاهدا حيا يوثق جريمة حرق نساء وأطفال، قبول الورد وابنتها صالحه التي كانت تحمل جنينا في بطنها والطفل محمد الطلول الذي لم يتجاوز سن الخامسة من العمر لنكشف بذلك واحدة من مئات الجرائم وخفايا كل الممارسات والانتهاكات التي حدثت في تأريخ عفاش منذ ذلك الوقت حتى اليوم.
حيث تؤكد كافة الوثائق بقيام المدعو ناجي الظليمي وهو احد القتلة والأدوات التابعة للرئيس عفاش حيث قام الظليمي بإقتياد قبول وابنتها واطفالها من منزل الطلول في قرية بيت الهمزة الى معتقل معسكر شريح (منزل ناجي الظليمي)حاليا وذلك في 10/11/1978 ثم قام القتلة المجرمين بنهب ما كان من مقتنيات ومواشي وحرق المنزل.
وفي اليوم الثاني بتأريخ 11/11/1978 م ، قام المجرم ناجي الظليمي بإحضار عددا من المحتجزين من معسكر شريح ((المعتقل)) الى منزل والد الشهيدة قبول احمد علي الورد ، ليشاهدوا الجريمة (حرق النساء والاطفال) كون المنزل يطل على موقع الجريمة (الحرق) ومن ثم تم تفجيره بعد حرق النساء والاطفال، لا لشيء سوى ان جريمتها تتمثل في ان زوجها رفض الظلم وقاوم وتصدى لجبروت النظام ، ورفض الخضوع وكل الإغراءات، ليسلك خيار العدالة ومعه ذلك الحلم المنشود من أجل غد جديد ، أكثر حرية وعدالة ، لكن ألة القمع والبطش أجبرت زوج الشهيدة قبول أن يمضى بحلمه صوب عدن، الامر الذي جعل من عفاش القيام بممارسة الانتقام بمختلف أنواعه ضد الشرفاء والمناضلين ممن يصفهم عفاش بالخصوم أو ما يسميهم بالاشتراكين في ذلك الوقت، فقد كان القمع والتغييب القسري والاعدام هو الوسيلة الوحيدة التي مكنت عفاش ونظامه من الحكم والاستحواذ على كافة مفاصل الدولة .
يروي أحد ممن شهدوا تلك المجزرة البشعة بالقول " كانت جريمة حرق النساء والاطفال في قرية شريح بمديرية النادرة محافظة إب في 11/11/1978 من قبل نظام عفاش وحلفائه والعصابات التي كان يرعاها عفاش بقيادة المدعو ناجي الظليمي وبتمويل سعودي ، ولم تكن تلك الجريمة الوحيدة، بل قام ((بطل)) تلك الجريمة بتحويل قرية شريح من معتقل للنساء ، الى مسلخ بشري ، وهناك العديد من الجرائم على كامل امتداد المنطقة في ذاك الزمن من بينها التشريد القسري للعديد من النساء والعجزة من بيوتهم الى الحدود مع الشطر الجنوبي أنداك".
لذلك ستظل جريمة حرق الشهيدة قبول مع اطفالها واحدة من أكبر الجرائم التي أرتكبها عفاش هو وأتباعه القتلة المجرمين لتثبت على مر التأريخ لكافة الأجيال الوجه الخفي والاخر والحقيقة الغائبة التي كان يمارسها نظام عفاش من ظلم واستبداد عبر ألة القمع والارهاب لمتابعة وملاحقة وسجن وتعذيب كل من يحاول كشف الجريمة عبر الوسائل المتاحة في ذلك التاريخ ، إلا ان بعض الوسائل الاعلامية الخارجية تمكنت من نشر وإدانة تلك الجريمة واعتبرتها واحدة من اعظم الجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت.
والذي حاول عفاش وقتلته اخفاءها الا ان التاريخ لن ينسى فضاعه تلك المشاهد والتي يجب أن ينفض عنها الغبار، وأن تفتح بقوة يد القانون العادلة ،الزاجرة الضاربة، وستظل لعنات ابنة الورد ، تلاحقكم ايها القتلة المقيمون في دمنا حتى الان ، ستظل الشهيدة قبول التي أُحرقت وسط حشد من الناس حيث لم تغتال او تحرق في عتمة الليل ، بل جمعوا من حولها سكان القرى ، وعلى رأس كل امرأة قادمة الزاماً حزمة حطب ، ليروا بطولة الظليمي وعفاش ، وهم يضيئون عتمة الليل بلحم جسد امرأة ، تذود وتزيح النار عن صغيريها ، وتنسى شياط لحمها المحترق ليسرقوا بحطب وحشيتهم عمرها العشريني ،لكنهم لم يدركوا أنهم بفعلتهم وجرمهم قد خلدوا ذكراها الحاضرة اليوم فينا ، وأن صرختها ستظل لعنة تطاردهم ويتداولها الاجيال إلى أبد الأبدين والى ذلك اليوم الموعود.