مقالات سياسية /نبيهة محضور
من يتابع احداث العالم ومايدور فيه من حروب ونزاعات، يلاحظ ان المحرك الحقيقي لها هو الاعلام ، الذي يساهم بدرجة اولى في صناعة الأحداث حتى وأن لم تكن موجودة في أرض الواقع فيصنع انتصارات هنا وهزائم هناك ، ويحيك في كثير من الأحيان أحداث وهمية لا وجود لها الا في منصات الاعلام الممولة لتوهم المجتمع بحقيقتها الزائفة وتجذب أنظار المتابعين وتحقق أهداف سياسية رسمها السياسيون دون أن يعيروا اي اهتمام بما يترتب على ذلك الزيف من نتائج تدفع ثمنها البشرية ويروح ضحيتها الاف الأبرياء في كل بقاع الأرض وهذا هو الاعلام المنسلخ عن المهنية ، الاعلام التابع البعيد كل البعد عن الرسالة الحقيقية للاعلام والهادفة الى رفع وعي المجتمع والارتقاء بأفكاره وسلوكه وخلق شعوب على قدر من الادراك بما حولها ، اعلام يتميز بحرية القلم الناقد للتصويب وليس للتصيد ، اعلام يتميز بحرية الفكر المعبر عن الواقع المتجرد من التبعية ،
الاعلام الهادف هو الذي يعبر عن قيم العدل والحرية وسيادة القانون ، الاعلام الذي يتعامل بمهنية وإنسانية ويرصد معانأة الشعوب ويسلط الضوء على قضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم .
الاعلام الذي يتجرد من العرقية و الحزبية والمناطقية والمذهبية وينظر لجوهر الأنسان ويحترم عقليته وفكره.
ووفي ظل هذه الأزمات التي يشهدها العالم على المستوى الاقليمي او داخل كل دولة
نحن بحاجة الى اعلام يتمتع بالمهنية والإنسانية يعيد التوازن للبشرية ويساهم في صناعة السلام العالمي والمحلي من خلال تفعيل ميثاق الشرف الاعلامي ووضع ظوابط قانونية قائمة على تحري المصداقية في نشر الخبر .
وما احوجنا اليوم وبلادنا تمر في ازمات سياسية واقتصادية وحرب وحصار منذ أربع سنوات أن يستشعر صاحب كل قلم وكل صوت مسؤليته تجاه الوطن ، نحن بحاجة إلى اعلام يستشعر المسؤلية بعيدا عن اغراءات المال ، اعلام يبتعد عن المزايدات والمناكفات ونقل الشائعات وغرس الضغائن ويسعى لوحدة الصف المجتمعي وتقريب وجهات النظر وتعزيز قيم التسامح والقبول بالأخر ، حتى نستطيع تجاوز ما نحن فيه.