مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
الخميس /2/ديسمبر (2021م)
من المرات القلائل التي أجد نفسي فيها عاجزاً عن الكتابة فكلما أمسكت القلم لأكتب أجده يفلت من يدي التي تعجز عن الكتابة كلما حاولت اضعه فوق الورقة فلم أتمكن كذلك من الكتابة حيث كانت الحروف والكلمات تهرب مني فلا أكاد أجدها وهكذا في كل مرة أكتب فيها عن شخص عزيز. وهذه المرة فإن الكتابة عن الاستاذ التر٨بوي القدير محمد عز الدين الوجيه كانت هي الأصعب فهذا الإنسان الذي كان يتميز بأخلاقه الطيبة وتعامله الرفيع مع كل من حوله وكان مثالاً للوطنية صادقاً شفافاً اتسم بصفاته النبيلة كما كان يحاول بقدر امكانه خدمة الناس وحاضرا في كل مواقفهم التي يحتاجونه فيها لذا فقد كان يحظى بحب واحترام الجميع وكل ذلك
يجعل الكتابة عنه ليست بتلك السهولة التي قد يتصورها الكثير وكما قلت فإن الإنسان
يقف حائراً أمام بعض الشخصيات الفاضلة الخيرة المعطاءة فتتوه منه الكلمات ويحاول البحث عنها ليقدرهم حق قدرهم والحديث عن مآثرهم.
بابا محمد .. هي تلك العبارة التي كان يحلو لاولادي احفاده الصغار أمة الله وعلي وفاطمة وايضا كل أحفاده وابناء الجيران ينادونه بها لانه كان بمثابة الاب والصديق لهم يحبونه ويحبهم يعطف عليهم ويخاطبهم بلغتهم البسيطة ابتسامته اللطيفة لاتفارقه حتى كان بابا محمد هو صديقهم جميعا وبالتأكيد فإنه كان أيضا صديقا لجميع جيرانه واهله وزملائه في العمل وكل من عرفه حيث كان لا يجد فرصة يستطيع من خلالها ان تعم الفائدة على الناس إلا واقتنصها ومازلت أذكر له الكثير من المواقف الطيبة التي استطاع من خلالها ان يكتسب احترام الجميع وتقديرهم والنقطة الأهم والاروع تربية أبنائه التربية الحسنة والتي جعلت منهم جميعا من اهل الخير ومحبي أعمال الخير مع الجميع .
مما لاشك فيه ان الموت هو الحقيقة والأجل الذي سيواجه كل شخص على هذه الحياة وهو من المواقف المؤلمة لأنه يفرق بين الأحبة والأهل والأصدقاء وبالتالي فقد كان ومايزال التعبير عن مشاعر الفقد والفراق هو من أصدق المشاعر وأكثرها ألماً ويحتاج الشخص إلى وقت طويل للتعافي منها وتجاوزها وقد يمر الإنسان بحالة من الشوق ويعجز القلب عن رثاء الأحبة بالكلمات التي تصف شعوره وتُوفيهم قدرهم ووجودهم في حياتنا ومنهم بابا محمد صديق الجميع الذي نعجز بالفعل عن الكتابة عنه انسانا عظيما محبا للخير وإصلاح ذات البين .
لابد أن نؤمن بأن الفراق سيأتي يوماً ما ونفقد أعز أصدقائنا ولكن يجب علينا أن نصبر ونؤمن بقضاء الله وقدره وننتظر على أمل اللقاء بهم في جنات النعيم .
كنت أيّها العم العزيز قريباً من قلوبنا جميعاً فأدعو الله أن يخلد روحك في جنات النعيم والخلود وتسترح نفسك بجوار رب العالمين رحمك الله أيها العم العزيز صديق الجميع رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا حيث نعيم الآخرة لأنك إن شاء الله أهل لهذا النعيم .. وفي ختام هذه السطور اتمنى ان اكون قد وفقت في تقديم أبسط ماتستحقه فقد كنت بالنسبة لي ابا واخا وصديقا.. واتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لكافة أفراد الأسرة الكريمة في فقدان بابا محمد صديق الجميع وعزاؤنا جميعا تلك المكانة الكبيرة التي نالها في قلب كل من عرفه وتعامل معه.