عرض /نجيب الكامل
6/11/2018 :نوفمبر
المؤلف يهدي نسخة من الكتاب لفضيلة القاضي
علي محسن عبدالله الاكوع: رئيس الاتحاد العربي للثقافة والابداع ورئيس جمعية المنشدين اليمنيين.
حيث تناول فيهما وقوع أذربيجان تحت وطأة الاحتلال السوفيتى والأرميني عام 1920م ومحاولتهما المستمرة لمحو الهوية الاذرية مع الاستغلال الاقتصادى لثروات اذربيجان ومواردها ففي الوقت الذي أراد فيه الجيش السوفيتي أن ينتقم من الشعب الأذربيجاني نظرًا لسعيه للحصول على الاستقلال والحرية، كانت ثمة مطامع أرمينية مستمرة في الأراضي الآذرية، بهدف بناء (أرمينيا الكبرى).
إذ تلاقت مصالح الطرفان واستغلوا ما تشهده الدولة الوليدة من اضطرابات سياسية واقتصادية، لتحقيق هدف كل منهما، إذ لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل توالت الاعتداءات الأرمينية من عمليات القتل والإبادة الجماعية ضد المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء، كما دمُرت وأحُرقت العديد من المقدسات الإسلامية والمدارس والمساجد والآثار التاريخية التي تشهد على أصالة وعراقة الشعب الأذربيجاني، ووقعت في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ الأذري، عدة مذابح بحق الشعب الأذربيجاني على يد الأرمن مدعومًا من السوفييت
صدر حديثاً كتاب " أذربيجان ومئوية التأسيس 1918 – 2018 م الجمهورية الديمقراطية الأولي في الشرق الإسلامي" للدكتور إميل رحيموف المستشار الإعلامي لسفارة أذربيجان بجمهورية مصر العربية وذلك في إطار احتفال جمهورية أذربيجان هذا العام( 2018) بمئوية تأسيس أول جمهورية برلمانية حديثة جمعت بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية الإسلامية.
حيث تناول المؤلف بين دفتي الكتاب ابررز الملامح
التاريخية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها أذربيجان منذ استقلالها، حتى اللحظة، وألقي الضوء على أبرز التحديات التي واجهتها، وأهم الإنجازات التي حققتها، كمحاولة لتقديم تجربتها في التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية للعالم أجمع. وذلك تحت شعار: "أذربيجان: ماضٍ خالد... حاضر فاعل... مستقبل واعد".
وأشار المؤلف في كتابة إلى الجهود الجبارة والتضحيات الجسيمة التي بذلها قادة أذربيجان التاريخيين والوطنيين في مواجهة كافة التحديات وتغلبهم على كل الصعاب إبتداءً بتحملهم عبء المسئولية في لحظات التحدي الأولى وفي أوقات البناء الصعبة، ومروراً بإعادة الاستقلال والمحافظة على استقلال أذربيجان وإعادة هيبة الدولة على الصعيد الدولي بفضل السياسة الخارجية التي نهجوها وكان لهم دور كبير في تعزيز استقرار الوضع السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وخاصة في تقدم البلاد وازدهاره بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
غلاف الكتاب عليه السيرة الذاتية للمؤلف
وأهداء رحيموف الكتاب إلى كلاً من : الجنود الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في سبيل استقلال أذربيجان ورفعته وتقدمه، والشعب الأذربيجاني المناضل الذي تحمل – ولا يزال يتحمل- الكثير في سبيل صون استقلال دولته، والحفاظ على ما تحقق من نجاحات وإنجازات.، والأجيال القادمة من أبناء الشعب الأذربيجاني كوثيقة تاريخية ترصد مراحل مهمة في تاريخ بلادهم، بعيدًا عن أية مبالغات في حجم التضحيات التي قُدمت فى سبيل الحصول على الاستقلال، على مدى قرن من الزمن. وذلك لتظل ذاكرتهم واعية بما تحقق حفاظًا عليه، واستعدادا لما هو آتٍ.
وأشار رحيموف في مضمون الكتاب إلى أن جميع مؤسسات بلاده وأجهزتها المختلفة كان لها دور فعال داخل جمهورية أذربيجان منذ التأسيس (1918) وكذلك بعد إعادة الاستقلال (1991)، ويأتي الجهاز الدبلوماسي في مقدمة هذه الأجهزة، إذ خاضت الدبلوماسية الأذربيجانية معارك عديدة، سواء في مرحلة التأسيس الأولى أو خلال مرحلة الاستقلال وما بعدها، حيث لعب هذا الجهاز دورًا كبيرًا في توضيح مكانة جمهورية أذربيجان، إقليميًا ودوليًا؛ مما كان له أبلغ الأثر في استكمال مرحلة البناء والتشييد التي خاضتها الدولة في سياق إعلاء صوت أذربيجان عاليًا عبر المنابر الإقليمية والعالمية،
وكشف إميل رحيموف في سياق كلامه في هذا الكتاب عن الخروقات والتجاوزات والانتهاكات التى ارتكبت بحق الشعب الأذربيجاني؛ مما كان له أكبر الأثر في توضيح كثير من الحقائق أمام المجتمع الدولي من ناحية، وفى ترسيخ علاقات أذربيجان مع مختلف بلدان العالم من ناحية أخرى ودلل على ذلك، بنجاح جمهورية أذربيجان فور استقلالها في أوائل التسعينيات في إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد كبير من الدول، فضلاً عن اكتسابها عضوية الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية.
صورة للمؤلف الدكتور إميل رحيموف
وتطرق المؤلف إلى الدور الذي لعبته الشخصيات البارزة للقادة داخل أذربيجان، حيث كان لهم دور مهم في هذه التجربة الرائدة ونقشت أسماؤهم بأحرف من نور في ذاكرة الشعب الأذربيجاني إلى الأبد، فخلال فترة الاستقلال الأولي للدولة (1918-1920)، كان هناك محمد أمين رسول زاده مؤسس أذربيجان الديمقراطية وفتح علي خان خويسكي أول رئيس لحكومة أذربيجان الشعبية وعلي مردان بك توبجوباشوف رئيس البرلمان، ثم بعد ذلك كان الاستقلال الثاني لأذربيجان في عام 1991؛ ليظهر دور حيدر علييف القائد السياسي المحنك الذي أخرج أذربيجان من مرحلة الصعاب والتحديات في مطلع التسعينيات، لتخطو نحو صوب مستقبل مزدهر وجاء بعده الرئيس إلهام علييف الذي سار على درب قادة تاريخيين قادوا أوطانهم في لحظات مصيرية الى التقدم والتطور
واستعرض المؤلف في كتابة الثروات الطبيعية والاقتصادية التى وهبها الله لأذربيجان، فضلا عن الاشارة إلى التركيبة السكانية للشعب الاذرى، وطبيعة النظام السياسى...فوفقًا للدستور تُعد أذربيجان جمهورية ديمقراطية، دستورية، علمانية موحدة، وأن الشعب هو المصدر الوحيد للسلطات. ويتم تقسيم السلطة في أذربيجان إلى ثلاث سلطات، تشريعية وتنفيذية وقضائية. والهيئة التي تتولي السلطة التشريعية هي البرلمان، والرئيس هو رأس السلطة التنفيذية، والسلطة القضائية تنفذها محاكم أذربيجان بمختلف درجاتها. ويتميز النظام السياسي بالتعددية السياسية، من خلال تشكيل الأحزاب السياسية ومشاركتها في الحياة السياسية. وختمت هذا المبحث بالتأكيد على الاهمية الاستراتيجية التى تشغلها اذربيجان كمحصلة نهائية لموقعها الجغرافى ولثرواتها الطبيعية والاقتصادية.
واعتبر رحيموف أن تمثيل جميع التيارات السياسية والقوميات والأعراق في البرلمان الوطني، خير دليل وشاهد حي علي التزام أذربيجان بالتعددية الحزبية والنظام البرلماني متعدد القوميات.
كما تناول إميل رحيموف في الباب الثانى للكتاب الصعوبات والتحديات التي واجهة "أذربيجان: الجمهورية الأولى فى الشرق الاسلامى فى طريق حصولها على استقلالها الاولى عام 1918، إذ وقعت في هذه الفترة مذبحة 31 مارس (1918) على يد "استيفان شاوميان" وهو من البلاشفة من حزب الطاشناك الأرمنى، حيث أصدر تعليمات لعناصر حزبه التي تضم الأرمن والروس بالهجوم على المسلمين في أذربيجان، واستمرت المذبحة لمدة ثلاثة أيام راح ضحيتها حوالي 50 ألف قتيل إلا ان رجال الدولة الاذربيجانية آنذاك نجحوا فى تحقيق الاستقلال ولم يمنعهم أي تحدّيات وحققوا نجاحات لا يزال التاريخ يزخَر بها، ووضعوا اللِبنة الاولى فى تاريخ بناء الجمهورية الاذربيجانية المستقلة.
وركز رحيموف في المبحث الثالث والرابع للكتاب على التحديات الداخلية والتهديدات والأطماع الخارجية لدول الجوار المؤثرة على أمن استقلال الدولة "
وتناول الكتاب فى مبحثه الخامس والاخير والذى جاء بعنوان "أذربيجان فى قرنها الاول (2003-2018): حيث استعرض المؤلف فى هذا المبحث ما حققته اذربيجان من نجاحات فى المسارات المختلفة عسكريا، اقتصاديا ، سياسيا، مجتمعيا. وكذلك فى مجال السياسة الخارجية.
ويمكن رصد أهم هذه النجاحات والإنجازات في حجم استثمارت أذربيجان خلال هذه الفترة (2003-2017)والتي بلغت 231 بليون (مليار) دولار في اقتصاد البلاد، نصفها استثمارات أجنبية والباقي محلية. ولا شك أن وضع الاستثمارات الأجنبية في البلاد إن دل على شيء، فإنما يدل على أن أذربيجان دولة آمنة ولها مستقبل واعد ، حيث لا أحد يستثمر في بلد ليس له أي اعتبار أو مستقبل.
كانت تلك هى قصة دولة مرت بعديد من المراحل التاريخية على مدار مائة عام شهدت خلالها تحديات جمة وصعوبات عديدة، إلا انها نجحت فى ان تحتفظ لنفسها بمكانة متميزة فى عالم اليوم، بفضل حكمة زعيمها الراحل حيدر علييف، ورؤية قائدها السيد الرئيس إلهام علييف، عاونهما شعب لديه الارادة الوطنية المخلصة.
ولا يسعني فى نهاية عرض هذا الكتاب إلا القول إن الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس أول جمهورية ديمقراطية فى الشرق الإسلامي يعنى: أن أذربيجان كانت رائدة فى تقديم التجربة الثرية التى جمعت بين إرث الحضارة الإسلامية من ناحية، والعصرنة من ناحية أخرى، لتؤكد للجميع أن الإسلام لا يتعارض مع مقتضيات العصر ومتطلباته، وإنما الانغلاق الذى أصاب الأمة الإسلامية فى فترات تاريخها المظلم هو الذى يتعارض مع متطلبات العصر.