مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. المجانين في صورة خاطئة وهيئات غائبة ..
قال لي زميلي المواطن العزيز.. سمعت اليوم حوار بين شخصين يقول أحدهما للاخر مسكين هذا المجنون كيف حالته ووضعه البائس وفي الشارع هكذا دون أي فراش أو حتى لا يجد ما يأكل فرد عليه صاحبه.. لا تصدقه هذا وأكثر المجانين هم في المخابرات .. وقد سمعت الكثير من الناس لديهم هذا التصور عن هذه الفئة .. فهل يعقل أن الصورة لدى اغلب المواطنين عن هؤلاء المساكين بهذا الشكل ؟.. قلت له يا زميلي العزيز بالفعل وانا سمعت الكثير من الناس يتحدثون عن المجانين والمرضى النفسيين بأنهم في الأمن السياسي والأمن القومي وهم لا يعلمون أن هذه الفئة منسية من قبل الجميع وأولهم أهاليهم وثانيهم الدولة والحكومة وأجهزتها المختصة وثالثهم المواطنين.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. ترى ماهو السبب في النظرة لهؤلاء بانهم مخابرات وامن سياسي؟.. قلت له يا زميلي العزيز اعتقد ان السبب الرئيسي ان هذه الأجهزة الأمنية كانت في فترات سابقة ترسل أشخاص من موظفيها إلى الشوارع على هيئة مجانين لاستخدامهم في أعمال أمنية ورقابة ومتابعة لأشخاص حتى لا يكتشف أمرهم ويقوموا بالمهمة على الوجه الأكمل لان الكثير لا يشك فيهم وبالتالي يتصرفون أمامهم بشكل طبيعي وهم لا يعرفون انهم جنود مخابرات وامن سياسي .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. الان عرفت السبب وكيف تشكلت الصورة الذهنية لدى غالبية الناس عن هؤلاء المساكين الذين بلا شك أن اغلبهم فعلا مرضى بحاجة إلى الرعاية الصحية والاجتماعية والاهتمام بهم وليس نبذهم ونسيانهم في الشوارع أو تصويرهم على انهم جنود مخابرات .. قلت له يا زميلي العزيز كلامك صحيح وكما قلت ان هذه الفئة بحاجة إلى لفتة كريمة من الجميع سواء أهاليهم أو المجتمع وفي المقدمة الأجهزة الحكومية التي يفترض أن تقوم بواجبها تجاههم .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. لنبدأ بالجهة الأهم التي يفترض عليها تقديم الرعاية لهم وانتشالهم من الشوارع ففي رايك من هي الجهة الحكومية الاولى التي يتوجب عليها رعايتهم وحمايتهم؟.. قلت له يا زميلي العزيز اعتقد جازما ان الجهة الأولى التي يفترض عليها تقديم الرعاية لهم والاهتمام بهم هي الهيئة العامة للزكاة على اعتبار أن لديها عائدات بالمليارات ويعتبر الصرف على هؤلاء من أبواب الزكاة ومن أوجب واجباتها .. قال لي زميلي المواطن العزيز لكن هذه الهيئة غائبة عن هؤلاء المساكين وهذه الفئة التي نسيها الجميع .. قلت له يا زميلي العزيز .. نعم هيئة الزكاة هاربة وغائبة عن القيام بمسئولياتها وتذهب بعيدا وتصرف المليارات في الهواء بل وتعبث بها في أمور هامشية وجانبية بينما الفئات المستضعفة والتي يفترض أن تحظى بالرعاية ليست في قاموس هذه الهيئة.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. فعلا كلامك صحيح فهذه الهيئة تنفق الأموال يمينا ويسارا دون وعي وبصيرة بينما كما قلت المستحقين ابعد ما يكونوا عن مصارفها.. قلت له يا زميلي العزيز.. لو كان رئيس الهيئة فخامة الشيخ الرئيس ابو نشطان يقوم بزيارات وجولات ميدانية في الشوارع ولو حتى بكتيبة المرافقين المدججين بالسلاح لكان شاهد آلاف المجانين والمرضى النفسيين وهم يعانون أشد المعاناة ولا يجدون من يقف معهم لكان وجه بتنفيذ مشروع مستشفى لهم للعناية بهم وتجميعهم من الشوارع ليكونوا تحت الرعاية والاهتمام واعتقد ان الهيئة بما تمتلكه من مليارات قادرة على ذلك هذا اذا كان لديه ذرة من الإنسانية وذرات من الفهم الإداري لمهام الهيئة وواجباتها بدلا من تحويلها إلى مجرد سيف مسلط على رقاب التجار والناس للجباية إلى درجة ابتكار أساليب ما انزل الله بها من سلطان كموضوع الزكاة تحت الحساب ومواضيع الهجوم على التجار ومنشأتهم ومحلاتهم ومقراتهم.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. وبعد هيئة الزكاة ماهي الجهة التي يفترض عليها تقديم الخدمات لهذه الفئة ؟.. قلت له يا زميلي العزيز اعتقد انها وزارة الصحة العامة والسكان ووزيرها معالي الخطيب العلامة الدكتور طه المتوكل الذي اشبع الناس خطابات وكلام وهدار لكنه مثل فخامة الشيخ الرئيس ابو نشطان ابعد ما يكون عن العمل الحقيقي ولو كان لديهما فهم لمهامهما لكانا نفذا مشروع مستشفى الأمراض النفسية وتوفير كافة الإمكانات المالية والفنية وتجميع هؤلاء المساكين من الشوارع إلى هذا المستشفى وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم وحمايتهم من الناس وحماية الناس من بعضهم الذي يتصرف بعدوانية أو تصرفات غير لائقة .
نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم وضع حد لمعاناة هذه الفئة المنسية بمشروع حقيقي يجمعهم من الشوارع وليس مشاريع وهمية نسمع عنها في خطابات الشيخ الرئيس ابو نشطان ومعالي الخطيب العلامة الدكتور الوزير طه المتوكل لكننا لا نراها حقيقة.. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو وتظل هذه الفئة بصورتها النمطية والذهنية لدى الناس بانهم مخابرات وامن سياسي وتظل شوارعنا مليئة بملايين المتسولين والفقراء والمساكين والاف المجانين والهيئات غائبة وفي المقدمة هيئة الزكاة ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب ؟.