أخبار محلية /توفيق النصاري
في هذه الأسطر البسيطة ننقل لكم حكاية كبيرة وعجيبة حكاية 316 ساعة اختطاف كما يرويها الوالد الحاج عبد الله احمد المغشي حيث قال:
في يوم الجمعة 28ابريل وانأ عائدا إلى البيت بعد أداء صلاة العصر في المسجد المجاور تفاجأت بثلاثة أشخاص ينزلون من على متن سيارة صالون ويعمرون أسلحتهم ويشهرونها في وجهي ويمسكون بي واحدهم يضع البندقية في بطني حينها قلت لهم متسائلا اتقوا الله ايش في ايش حاصل ولم استطيع الصياح لأنني أدركت أنني بين أيدي عصابة مجرمة بالإمكان أن ترتكب أي حماقات. وضعوا على راسي كيس اسود وأطلعوني السيارة ومشوا بي لمسافة لا تتجاوز العشر دقائق تقريبا كنت أقول لهم اتقوا الله دعوني حتى أتنفس لكنهم كانوا قاسيين جدا ليس فيهم رحمة , أوصلوني بالسيارة إلى مكان وأنزلوني وهم يد لهفونني ويقولون هيا تحرك امشي ورموا بي في غرفة صغيرة جدا فأزلت الكيس الموضوع على راسي لاجد نفسي داخل غرفة مظلمة ظلام دامس لا أرى حتى يدي وهي غرفة ضيقة لا يتجاوز مساحتها المترين حتى ارتفاعها قصير جدا, جلست أدعو الله سبحانه وتعالى واذكر الله , بعدها بوقت شعرت بالرغبة لقضاء الحاجة كنت أدق الباب وتزداد دقات الباب بقوة لعدم استجابتهم لي رغم سماعهم وفي الأخير يردون علي اقضي حاجتك عندك في المكان الذي أنت فيه استغربت من كلامهم وقلت في نفسي أإلا هذا الحد وصلت بهم القسوة يريدونني أن أتأذى في نفس المكان الذي أنا فيه, حسبي الله ونعم الوكيل , قلت لهم لا أستضي شيئا وبعد شق الأنفس رموا لي بولاعة فكانت المفاجأة بالنسبة لي حيث وجدت نفسي موضوعا في حمام أعزكم الله وكنت أصلي واذكر الله غير مدركا إنني في حمام, أنام على البلاط دون فراش واضع الحذاء تحت راسي كمخدة جلست فيه يومين وفي اليوم الثالث نقلوني إلي غرفة أخرى لا باس بها مضيئة قليلا ولكن على البلاط أيضا وجلست فيها يومين, في اليوم الرابع أخذوني منها بعد أن غطوا على راسي وقالوا لي هيا سنأخذك عند السيد, قلت في نفسي إن صدقوا فهو الفرج بإذن الله لأنني كنت أدرك انه أيا كان السيد الذي يقصدونه لن يرضى بما أنا فيه .
أخذوني بالسيارة ليلا بعد أن غطوا على عيوني وراسي وكانوا يمشون بي من طرق مختلفة وملتوية وأوصلوني إلى مكان عبارة عن غرفه مليئة بالا تربه والغبار وعلى البلاط وكنت بالثوب وملابسي الداخلية فقط, جلست ادعوا الله ليلا واشكوا إليه همي وأساله أن يفرج عني ما أنا فيه, وبعدها بقرابة الساعتين إلى ثلاث ساعات جاءوا نقلوني إلى غرفة أخرى شباكها تدخل منه الشمس, وجاءني إليها شخصين ملثمين, وكشف احدهم الغطاء عن وجهه وإذا به منعم العزب, وقال لي أنا مش خائف منك هل عرفتني أنا منعم جبري, وكان يتكلم بعنجهية وكبر, وقلت له ومن هذا الذي معاك؟ فرد علي الشخص نفسه بنبرة كبر وهنجمة بقوله أنا ابوهجوم.. فعرفت أنني بين ناس جهلة وحمقاء, فأنعم الله تعالى علي بالصبر والتماسك رغم أنهم كانوا يقصدوا استفزازي ونرفزتي, وقلت لجبري حينها ما شاء الله عليك إلى هذا الحد تحب عمك وتضحي لأجله؟ فنعم الرجل أنت لكن أنا متأكد انك لا تعلم لب المشكلة بيني وبين عمك, ولا تعلم حيثياتها وأكيد ظللوا عليك لترتكب مثل هذه الأشياء دون علمك أن عمك ظالم وليس مظلوم ، في تلك الأثناء وأنا أحدثه كان الشخص الأخر الذي يدعى أبو هجوم يحرك سلاحه الآلي بشكل استفزازي على الأرض ويده على الزناد وكأنه شيء من التهديد أو ما شابه ذلك, فقلت له مالك أنت تهدد أم ماذا يتهيأ لك؟ فقال بصوت مرتفع اسمع أمامك ثلاث حاجات تنفذها وإلا سنلبسك تهمة عمر ابوك ما تخرج منها, وسنوديك إلى مكان مجهول لا تعلمه, وسنرش على وجهك بالاسيت, وشروطنا هي :-
إخراج عبده العزب من السجن
اعتبار حكم محمد ناجي باطل
واعتبار حكم المحكمة الاستئنافية باطل بما فيه حكم المحكمة العليا, ونحكم بيننا الشيخ علي حميد جليدان.
فرديت عليه بقولي: أولا عبده العزب محبوس بأمر المحكمة وليس بأمري أنا, أما الأحكام الصادرة من المحكمة أو من غيرها لا يمكن أن أتنازل عليها إطلاقا ، فردوا علي بقولهم: لكن أنت تعرف انه لا يزال هناك خلاف حول التقييم, قلت لهم لا يوجد خلاف في التقييم فالتقييم قد تم عدة مرات من مهندسين ومرجحين ومراجعي المرجحين ومرجحين آخرين, والأمور واضحة لا شي فيها. فزمجر وأرعد وهدد وتوعد, فقلت ناصحا لمنعم جبري العزب يا بني إن اختطافك لي ليس من صالحك لأنك ستضر عمك وأبوك وشخصك وعليه دعنا نتفادى ذلك فالنخرج من هنا و فقال أبو هجوم بل مقبرة خزيمة واسعة
بعد يومين جاني الشخصين منعم وأبو هجوم ومعهم شخص ثالث حراسه وقال لي وهو غاضب ابلغ عامر ابنك يوقف البلاغ ويوقف الملاحقة وإلا والله لتجده هنا جنبك هو والقضاة وغيرهم ، قلت له كيف تشتي مني أوقفه؟ أبوه مختطف ومخفي وأكيد سيتابع وسيقلق وسيعمل الواجب الذي يجب على أي واحد عمله في مثل هذا الظرف, هذا أولا, وثانيا تلفوناتي معك فكيف تشتيني ابلغه يوقف ما تقول عنه وليس لدي وسيلة اكلمه فيها؟ فقال بصوت مرتفع كذاب أنت كذاب ، هكذا كانوا الخاطفين للأسف شباب في غفلتهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ونسوا الآخرة ونسوا الحساب والعقاب بل وضنوا أنه لا احد يقدر أن يوصل إلى مكاننا, فيهم كبر وغرور وغطرسة يا لطيف.
منعوا عني كل شي حتى ابسط الأشياء والمتمثلة بقضاء الحاجة فكنت إذا حشرت وحسيت بضرورة قضاء الحاجة أمر بمعاناة تسبق السماح لي بذلك حيث أظل أدق عليهم الباب مرارا وبكل قوتي وبعد جهد جهيد يسمحوا لي ويعيدوني فورا للمكان الذي يعتقلوني فيه حتى الماء الخاص بالوضوء كانوا يشعرون انه اكبر معروف واكبر جميل يجودون به علي وهو قليل جدا. الغرفة كما أسلفت كانت مليئة بالأتربة والغبار والأوساخ طلبت منهم مكنسة لانظف بها ولكنهم رفضوا ذلك بتاتا فطلبت كلينكس وأصريت عليه وأزعجتهم في ذلك بإلحاح نظرا لحاجتي ألماسه لذلك خاصة وأنني بدأت اشعر بتحسس في الأنف والرئتين من الأتربة والغبار في الغرفة, أتوني بالكيلينكس وكنت بعد استخدامه أقوم بتنظيف الغرفة به كوني كنت أتوضأ داخل الغرفة وهكذا رويدا رويدا حتى أكملت تنظيف الغرفة كاملة بعد خمسة أيام كاملة واستمر الحال على ما هو عليه في هذه الغرفة حتى أذن الله سبحانه وتعالى بالفرج على أيدي رجال الأمن الأبطال حفظهم الله فإيماني بقضاء الله وقدره كان قويا وكنت متوقع أي نتيجة تحصل لأني كنت أدرك جيدا أنني في أيدي أناس جهلة وحمقاء لن يترددوا في ارتكاب أي حماقة , عندما هجم رجال الأمن على الموقع سمعت في البداية أصوات صياح منها ما لم يفتهم لي ولم يكن واضحا ومنها ما هو مناداة سلم سلم لا تتحرك وكنت اضن أن الخاطفين قد اتو بأحد من أولادي أو أولاد أخي أو احد أقاربي ويتعاركون معه لإدخاله جواري لان الأصوات كانت غير واضحة رغم ارتفاعها, وسمعت طلقة عيار ناري واحدة بعدها طلقة أخرى فثالثة, في هذه اللحظات أكثرت من الدعاء والتهليل والتكبير والذكر خاصة وان الخاطفين وأولهم ابن النصيري من يسمي نفسه أبو هجوم كانوا قد هددوني بالقتل بقولهم: يكون في علمك لو حدث لنا شي لا نتوقعه فقد أعطينا الأوامر للحراسة بالتخلص منك وتصفيتك وهذا ما يجب أن تعمله في بالك , بعد الطلقات النارية تم اقتحام الغرفة وقبل الدخول إليها أول ما شاهدته ظهور مواسير السلاح الآلي اثنين وهو ما شعرت معه بنهاية الحياة فنطقت بالشهادتين وسلمت أمري لله تعالى, لاتفاجاء بعدها بدخول شخصين وينادون بصوت عال قم قم قم قم من أنت من أنت؟ فرديت على الفور أنا عبد الله احمد المغشي, فقالوا تحرك تحرك هيا هيا نحن جينا من أجلك جينا لإنقاذك لم أكن مصدقا ذلك وبقيت مذهولا بين التصديق وعدمه لأنني كنت اضن انه ملعوبا أخر من قبل الخاطفين للقضاء علي أو نقلي إلى مكان آخر وكنت يومها صائما على وشك الإفطار حيث كان الوقت قبل المغرب بقليل فأخذوني للسيارة صالون مدرعة ومعكسة وقالوا لي أهلا فيك فطمئن الحمد لله على ألسلامه وأعطوني ماء لأشرب ومجرد ما وضعت الماء في فمي ذكرت أنني صائم فقلت لهم ذلك وشكرتهم عليه, ومشو بي مجرد ما تحركت السيارة التي أنا فيها لمسافة بسيطة تفاجأت بعدة سيارات وأطقم تحيط بها وتسير معها وكأنه فريق كامل ومرينا بالسيارة أول ما لفت نظري جسر جولة عمران بمعنى أنني كنت في موقع في شمال العاصمة صنعاء تجاه عمران تقريبا ومشينا شارع الستين وقالوا لي الآن سنمر بك جوار حديقتك حديقة السبعين وفعلا شاهدتها وأوصلوني إلى جهاز الأمن السياسي واخذوا بعض الأقوال والتحقيقات وكانوا لطيفين جدا معي جزاهم الله خير, ومن ثم سمحوا لي بالتواصل مع الأهل والأقرباء لملاقاتي وهو ما حصل وما تم ليلتها من استقبال وحفاوة من قبل الكثيرين تفاجأت بذلك الحشد كثيرا, شكرت الله تعالى على ما أولاني به من نعمة وصبر وتحمل وخير وعافية ومحبة, والشكر موصول لكل الأجهزة الأمنية ولكل الأحبة والأهل والأصحاب ورجال القبائل ورجال الصحافة والإعلام ولكل المتعاونين والمتضامنين معي في هذه القضية وغيرها .
ويختتم الوالد عبد الله المغشي حديثه هذا بالإشارة إلى أن هناك عدد من الأشياء الخاصة به لا تزال لدى الخاطفين وهي كالتالي:-
البطاقة الشخصية وعدد من البطائق الأخرى كا لكريمي ورخصة القيادة وعدد من الكروت وأوراق السيارة ومفاتيحها ومجموعه من المفاتيح الأخرى واثنين أجهزة تلفون والكوت وأقلام ومبلغ مالي قرابة ال 30 ألف ريال .