رسالة يمانية /نبيهة محضور
يطل علينا الشهر الكريم للعام الثالث على التوالي واليمن لا زالت ترزح تحت وطاة العدوان السعودي البربري الغاشم على بلادنا ، هذا العدوان الذي دمر كل،مقومات الحياة وقابله اليمنيون بالصبر والثباث والصمود ولم يرفعوا شكواهم ولا انينهم الا لله الواحد القهار ، واثروا البقاء على ارضهم ولم يفكروا في الرحيل او اللجؤ لاي دولة وتقاسموا معاناتهم بينهم البين وتشاطروا لقمة العيش ،هذا ما اعتاد عليه اليمنيون من وصفهم الرسول الكريم بأنهم ارق قلوباً والين افئدة، وهاهي اليوم ثمانية اشهر مضت وموظفي الدولة دون رواتب ،
ثمانية اشهر وموظفي اليمن يعصبون على بطونهم ، على أمل ان ياتيهم الفرج بعد شهور من المعانة ،
قطعت رواتبهم التي هي مصدر رزقهم في سابقة خطيرة تهدد كرامة الانسان اليمني وتحوله الى متسول يبحث عن لقمة عيشه وابنائه التي عجز الكثير عن توفيرها ، وأستمر الموظفين في صمتهم وصبرهم لا لشي الا حرصاً منهم على استقرار الوضع السياسي الداخلي وعدم فتح جبهة داخلية ينتظرها اعداء الوطن بفارغ الصبر وراهن عليها من خلال استخدام الورقة الاقتصادية بعد أن فشلوا في الورقة العسكرية والسياسية، وكان موظفي الدولة ينتظرون بفارغ الصبر حكمة القيادات السياسية وحكمة حكومة الانقاذ في ايجاد حل لهذه الكارثة ولهذه الازمة الاقتصادية التي يمر بها المواطنون وموظفي القطاع العام على أمل ان يتفهموا الابعاد التي يترتب عليها قطع الرواتب ،اليوم الالالف من الموظفين مهددين بالطرد من منازلهم التي يسكنون فيها لعدم قدرتهم على دفع الايجارات المتراكمة منذ ثمانية اشهر ، والكثير منهم غادر اماكن سكنه وسكن هو واسرته في دكاكين تفتقر لمقومات الحياة واخرون على قارعة الطريق والكثير منهم لا ينام الليل من كثرة التفكير كيف سيقضي يومه ومن اين سيوفر طعام لابنائه ، والكثير والكثير معرض لأزمات نفسية نتيجة هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه ،عوضا عن اطفالنا الذين باتوا قاصرين عن فهم هذا التغيير المفاجئ ، اطفالنا الذين فاجئتهم كلمة (مافيش ) كلما طلبوا طلب اعتادوه ، اطفالنا الذين عجزنا عن توفير دوائهم وقيمة جعالتهم ، في حين كان المنتظر من المعنيين ان يدركوا كل ذلك ويسعوا جاهدين وبكل مسؤولية ايجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة منذ اول شهر والتخطيط العقلاني لاحتوائها خاصة ونحن في ظروف حرب ربما يطول امدها واعداد خطة طوارئ لمواجهة الاوضاع الراهنة والاعتماد على مواردنا الداخلية المتاحة والمتوفرة من ضرائب وغيرها وتسخيرها لخدمة المجتمع اولاً وفي توفير مرتبات الموظفين الذين طال انتظارهم للراتب ولا زالت امالهم معقودة على مقترحات الحكومة التي تتارجح تارة بين 50% من الراتب و30% بطاقة تموينية وكلاهما لا
تسمن ولا تغني من جوع والموظف المسكين هو الخسران فالبطاقة التموينية ماهي الا بطاقة ربحية واستثمارية و من ظهر الموظف المغلوب على امره ،
يا حكومة الانقاذ الموظف بحاجة الى دفع الايجار والى توفير العلاج والى تأمين الغذاء ،بحاجة لمصروف رمضان ومصروف العيد وكسوة العيد بحاجة لان يشعر بأنه محل أهتمام الدولة وليس لنصف راتب بعد ثمانية اشهر من الانقطاع..!!!