بقلم / نبيهة محضور
رسائل يمانية
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم العمال العالمي ، تقديرا لجهود العمال ودورهم في التنمية وفي خدمة بلدانهم ،وفي الوقت الذي يتطلع فيه عمال العالم الى الترقيات والحوافز والمكافآت والى التأهيل والتدريب ، صار أكثر من 1.8 مليون عامل من عمال اليمن دون حقوق ، فمنذ سبعة أشهر وهم بلا مرتبات في سابقة جديدة وخطيرة من نوعها على مستوى العالم ، تستخدم فيها الورقة الاقتصادية ولقمة العيش كأسلوب عقاب جماعي يسعى الى اضطهاد الأنسان اليمني والضغط عليه ، ومحاربته في قوته ،في سياسة حقيرة لتدمير الأنسان اليمني دون مراعاة إنسانية ولا أخلاقية لهذا العامل الذي فقد اهم حق من حقوقه وهو تأمين مصدر حياته وحياة أسرته ومنعه من حق الحياة بكرامة هذا الحق الذي يعتبر احد أهم مواد حقوق الأنسان العالمية ،التي تغافل عنها العالم ، فلم يكتفى بضرب الانسان اليمني في أرضه والتعدي على حياته بإراقة دمائه على مرى ومسمع من العالم منذ عامين ها هو اليوم يحرم من حقه المادي ومن مصدر رزقه ويصبح ضحية لعبة سياسية إقليمية ودولية تجردت من كل القيم والمبادئ لا ناقة له فيه ولا جمل ، منذ سبعة اشهر وعمال اليمن يعانون اشد المعاناة يبحثون عما يسد رمقهم وابنائهم ، اصبحوا عاجزين عن توفير ضروريات الحياة ، عن تأمين غذائهم ، عن توفير اجار مساكنهم ، باتت حقوق اليمنين تصادر بأسلوب رخيص وصار يقتل بدم بارد لقد وصل الأمر ليصبح الأستاذ الجامعي يعمل فران وموظف الدولة يتوسل العمل على الأرصفة والطرقات التي أصبحت تعج بالمتسولين ،عوضاً عن تسريح الالاف من العاملين في القطاع الخاص نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن بسبب العدوان الذي استهدف الكثير من المصانع ليرمي بألاف العاملين على قارعة الطريق ، الا يدرك مسؤولينا والعالم من حولنا حجم المأساة التي يعيشها العامل اليمني ؟ وخطورة الوضع القائم الذي سيؤدي الى الكثير من الأضرار المجتمعية التي ستكون عواقبها غير محمودة فالجوع كما يقال " كافر" وسيؤدي ذلك الى الاستغلال والانخراط في الرذيلة والى استقطاب الشباب الى الجماعات الإرهابية والى الكثير من الجرائم التي ستتفشى في المجتمع ان لم توجد لهذه المشكلة الحلول المناسبة والعاجلة.
فيا دعاة الإنسانية اين انسانيتكم والعامل اليمني يعاني الأمرين ؟ويا منظمات حقوق الأنسان اين دساتيركم والالاف من اليمنيين يموتون جوعاً في منازلهم ؟
ان ما يحدث في اليمن اليوم سينقلب وبالاً على كل من ساهم في سلب اليمنيين حقوقهم ،وحرمانهم من الحياة بكرامة، فصمودهم اليوم ما هو الا قنبلة موقتة تنذر بعقاب وخيم ، فهل يدرك العالم معنى ذلك .