مقالات سياسية /نبيهة محضور
14/10/2018 أكتوبر
من يقرأ تاريخ اليمن يعرف مدى عنفوان هذا الشعب وعزيمته ، فهما بدا ضعيفا متهالكا فان مارد الحرية ينتفض من بين جوانحه .
وما 26 سبتمبر و14 أكتوبر الا نموذج لارادة هذا الشعب وهذه الأرض التي لاتقبل المغتصبين ولا الخونة ففي مثل هذا اليوم وفي الوقت الذي كان العالم يشهد تفكك وسقوط أكبر نظام سياسي عالمي و كانت الدول العربية تشهد أكبر انتكاسة في مواجهتها لاسرائيل كان اليمانيون يصنعون ملحمة انتصار على المستعمر البريطاني الذي جثم على أرضهم عقود طائلة لتنطلق شرارة الثورة المجيدة من جبال ردفان حمما من الغضب بعد عاما واحد من ثورة اشعلتها صنعاء معلنة انتهاء عصر الخنوع والمذلة ، فجاء الرابع عشر من أكتوبر ليتوج هذه المسيرة النضالية باجثات أكبر قوة استعمارية ، لتخرج مدحورة تجر اذيال الخيبة على ايدي ثوار تملكهم الوطن وسكنتهم الارادة فحملوا مشاعل الحرية وصنعوا بارادتهم مستقبلا جديد لليمن استعاد تاريخها وحضارتها .
اليوم ونحن نستعيد هذه الذكرى المجيدة نشعر بالفخر والاعتزاز بتلك الهامات الوطنية التي حملت مشروع وطن وقدمت دماءها لأجله، هذه الذكرى المجيدة نستمد منها الصمود لمواجهة أكبر عملية تأمر عربي اقليمي دولي شهدها هذا القرن استهدفت اليمن أرضا وانسانا واعادته حقبا للوراء في مشروع اقليمي دولي يخدم امريكا واسرائيل ينفذ بايادي قيادات عربية انسلخت من عروبتها وسعت للتطبيع مع اسرائيل.
مشروع يستهدف السيطرة على الملاحة البحرية للسيطرة على باب المندب وموانئ وثروات اليمن واهمها البترول .
ولم يكن ليتحقق ذلك لولا خيانة الوطن والارتهان للخارج ، فاستبيحت أرضه ودمرت بنيته التحتية والاقتصادية في محاولة لاخضاع شعبا لايخضع الا للواحد القهار .
فهل ادرك اصحاب المشاريع الاستعمارية بعد اربع سنوات من الحرب والحصار والتجويع انهم فشلوا في أهدافهم وظهرت حقيقتهم وان هذه الأرض لا تقبل المغتصب ايا كان ؟