مقالات اقتصادية ذمار /نبيهة محضور
وفي بلد كاليمن غني بثرواته وموارده والتي لم تستغل للأسف بشكل صحيح وموجه ، يعتبر قطاع الزراعة من القطاعات الهامة للوطن حيث يعمل بها اكثر من 70% من ابناء اليمن باعتبار الزراعة حرفة اساسية ونشاط اقتصادي قديم لهم ، و يعتبر البن من أهم المحاصيل النقدية التي تدعم الأقتصاد الوطني.
هذا المحصول الاستراتيجي الذي اشتهرت اليمن بزراعته منذ القدم واعتبرت من اولى الدول المصدرة له منذ العام 1628م ،عبر ميناء المخا ولذلك عرف البن اليمني باسم. (Mocka Coffe). هذا الاسم الذي اتخذته الكثير من الشركات العالمية شعارا لها واستغلته في ترويج منتجاتها .
وامتاز البن اليمني بشهرة عالمية باعتياره اجود انواع البن في العالم ولمذاقه ونكتهته المتفردة والتي يجب ان تستغل وتصبح ماركة عالمية مسجلة ومع ذلك يلاحظ تراجع انتاجية البن وتدني صادراته رغم شهرته العالمية ويرجع ذلك للعديد من العوامل أهمها عدم وجود سياسة تسويقية وطنية فاعلة تشجع مزارعي البن على التوسع في زراعة البن والاهتمام بالمساحات المزروعة ، مما دفع بالكثير من المزارعين الى الاهتمام بزراعة القات والتوسع فيه على حساب محصول البن بحثا عن الربح السريع الذي ينشده المزارع باعتبار ان الزراعة الحرفة الرئيسية له ومصدر دخله ومما ادى إلى تدني انتاجية البن وتدهور الكثير من أشجاره ، كذلك غياب الأسواق المحلية المنظمة واستحواذ سماسرة السوق، إضافة الى انخفاض عائدات التصدير نتيجة عدم الأهتمام بمواصفات الجودة العالمية قلل من دافعية المزارعين الى الاهتمام بزراعة البن.
كما أن غياب دور الاتحادات والجمعيات الزراعية في تبني سياسات تسويقية لهذا المنتج تدعم مزارعي البن وتشجعهم وغياب تشجيع الدولة للاستثمار في مجال البن ، كل ذلك اثر على زيادة الانتاجية لهذا المحصول وتراجع صادراته رغم مكانته وشهرته العالمية وبالتالي حرمان اليمن من ثروة كان من الممكن استغلالها في دعم الاقتصاد الوطني خاصة في ظل ظروف الحرب والعدوان الذي تشهده بلادنا منذ اربع سنوات والذي ادى الى تدهور الاقتصاد الوطني وهبوط قيمة العملة الوطنية لمستويات متدنية اثرت على حياة المواطن وإدت إلى تدني مستوى معيشته لما تحت خط الفقر وانتشار الكثير من الظواهر الاجتماعية كالبطالة والتسول ، والتسرب الدراسي ،
هذا كله يتطلب اعادة النظر في السياسة الزراعية بشكل عام وزراعة البن بشكل خاص والعمل على زيادة انتاجيته من خلال إيجاد استراتيجة وطنية اقتصادية تساهم في رفع انتاجية البن وتنمية صادراته يشارك فيها القطاع العام والخاص والاتحادات التعاونية الزراعية ،والاهتمام بتفعيل دور الارشاد الزراعي واكساب المزارعين وخاصة صغار السن الخبرات الكافية لاستدامة انتاج هذا المحصول من خلال تشجيع المزارعين على استخدام الطرق الحديثة في العمليات الزراعية وارشادهم إلى تطبيق العمليات الزراعية الصحيحة لماقبل وبعد الحصاد والعمل على ربط منتجي البن بالأسواق المحلية والخارجية وتشكيل جمعيات خاصة بانتاج وتصدير البن، وعلى الدولة وخاصة وزارة الصناعة والتجارة السعي إلى تسهيل عملية التصدير للبن وخلق مناخ تنافسي لشركات الاستتثمار قائم على مواصفات الجودة الشاملة في الانتاج والتصدير والعمل الى الوصول الى ماركة مسجلة قادرة على المنافسة عالميا مما يساهم في ارتفاع نسبة التصدير وعائداته من العملة الصعبة .
كل ذلك سياعد على تشجيع مزارعي البن على الاهتمام بمحصول البن والتوسع في زراعته ويحد من انتشار زراعة القات وبالتالي زيادة في انتاجية البن مما يساهم في توفير فرص عمل للكثير من أبناء الوطن العاملين في مجال انتاج وتسويق البن بدوره يساهم مساهمة كبيرة في حل مشكلة البطالة المستشرية ويساهم مساهمة كبيرة في ارتفاع مستوى المعيشة ومكافحة الفقر ورفد خزينة الدولة بالعملة الأجنبية مما يساهم في ارتفاع قيمة الريال اليمني ، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني وتنمية الوطن .
فهل يدرك المواطن اليمني وخاصة مزارعي البن اي ثروة يمتلكونها ؟
وهل تتبنى الدولة سياسة جديدة تساهم في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية التي يفرضها الحرب والعدوان على اليمن من خلال الاهتمام بالذهب الأحمر ؟